كنت اجر خطواتي المثقلة وأنا اتجه إلى جامعتي، كان يومي الاولأحسست باني ادخل سجنا أو ربما جزيرة منفية في آخر العالم، ليس كرها في التعليم أو بغضا للدراسة، ولكنني لم أرد الانتقال للعيش في مدينة أخرى والابتعاد عن أهلي وأصدقائي والحي الذي أتنفس هواءه كل صباحهذا أنا، إنسان إذا ما تعلق قلبه بشيء أحبه بجنون ولا أقوى على فراقهافتقد ذلك المقعد الذي اعتدت الجلوس عليه وحدي اقلب أفكاري كما اقلب صفحات كتاب وتغمرني أسئلة كثيرة تشغل فكري إلى أن أعود إلى منزلي واضعا رأسي على وسادتي فأسمعها تكرر علي أسئلتي من جديد فتسرق النوم من عيوني كما يسرق الم الفراق الآن بهجة أول يوم في الجامعةدخلت جامعتي وكأني غريب عن هذا العالم. يا لتلك الضجة والصخب! أنهم يتحركون بنشاط البعض تجمع، يبدو أنهم يعرفون بعضهم من قبل وآخرون يتعارفون والبعض ينزوي وحيدا يبدو مثلي كأنه من كوكب آخر. ولكن الابتسامات طغت على علامات الدهشة أو القلق والحزن
لا اعرف احد هنا ولكنني كنت ابتسم سعيدا كلما رأيت اثنين أو أكثر يلقيان بعضهم بالأحضان والسلام الحار وربما حسدتهمانظر إلى هذه الفتاة الجميلة ! يا لها من فتاة مثيرة. إنها تمتلك تضاريس واضحة ومثيرة جدا.هذه بعض من تعليقات سمعتها ولكني تساءلت لما هذا الاهتمام الكبير بالفتيات ولما لا اهتم أنا بتلك الأشياء لم يكن هذا السؤال غريب علي ولم يخطر ببالي لأول مرة بل تردد في خاطري عشرات المرات إن لم يكن بالمئاتوربما ما لفتني أنا بالذات بعض الشبان الوسيمين المفعمين بالرجولة والجاذبيةلم اعرف لا الآن ولا من قبل سببا واضحا لذلك إلا أني أحب أن أرى أبناء جنسي الجذابين
مر يومي الاول ككل يوم، مر بي مليء بالتساؤلات، ربما كانت الإجابات واضحة ولكني تغافلتها لأنني ارفض حقيقتها وأقنعت نفسي طيلة هذه السنوات بان الأمور عادية تماما
بعد مرور اشهر على بداية عامي الاول في الجامعة وكنت حينها بعمر التاسعة عشرأصبح لدي أصدقاء كثر من كلا الجنسين تربطني بهم علاقات قوية حتى بدأت أنسى معهم تلك الأشياء التي حزنت على فراقها في حيي البعيدكما قلت من قبل فانا إذا ما تعلقت بشيء أو شخص ما أحببته من صميميأصدقائي جميعهم طيبون ودودون مرحون إنهم رائعون ولكن وان تعدد الأصدقاء لا بد أن يكون فيهم مميزون يحتلون المرتبة الأولى في قلبكانه أفضل صديق لدي شاب وسيم مرح طيب جدا انه (رضا ) بعمري لم تربطني به إلا الصداقة القوية ولم أكن له إلا مشاعر الاحترام والمعزة الكبرى.ومع مرور الوقت كانت علاقتنا تزداد قوة ولان رضا من سكان المدينة التي أقيم فيها حاليا وأنا مغترب قرر أن يدعوني إلى منزله لتناول الغداء مع أسرته والتعرف إليهمكنت سعيدا جدا بدعوته وأحببت كثيرا التعرف على أفراد أسرته الذين تخيلتهم كرضا طيبة وروحا نقية
لم أشأ الذهاب فارغ اليدين فهذه أول زيارة لهم وكان الخجل يملأنيكانت باقة ورد جميلة جدا اخترتها بعناية ورود بيضاء وبنفسجية تعبر عن صفاء قلبي ومحبتي لهم حتى وان لم أرهم من قبلكان رضا بانتظاري في موقف السيارات وسرنا سويا إلى منزلهم ذلك المنزل الجميل والهادئلا ادري ما حقيقة الشعور الذي تملكني عندما رايتهأحسست بان في ذلك المنزل طاقة أشعلت في حزنا كبيرا اختلط مع سعادة. لا ادري لما أحسست أن مشاعري ارتسمت على وجهي وخفت أن يراها رضا ويبدأ بالسؤالكلما اقتربنا من باب المنزل كان قلبي يخفق بسرعة كبيرة يا الهي ما هذا الشعور الغريب الذي يتملكنيدخلنا واستقبلني والداه أنهما طيبان حقا، يستقبلاني لأول مرة وكأني فرد من العائلة وبدأت بالتعرف على أفراد العائلة الأب والأم و(رجا) شقيق في الخامسة عشرإنهم أسرة جميلة وهم جميعا وسيمون كرضا
كنت جالسا على الأريكة في الصالة عندما رأيته أمامي لأول مرة ولا ادري لما أحسست بقلبي يكاد يخرج من صدري من شدة الخفقان وأحسست بجفاف حلقي وربما بدأت أطرافي بالارتعاشانه أجمل شاب رأيته حتى الآن انه أكثر وسامة من رضا وأكثر جاذبية طويل القامة عريض الكتفين ولديه جسد رائع ووجه فاتناقترب مني, وعيونه تحدق بي بطريقة غريبة ومد يده مُرحبا بي (أنا رامي شقيق رضا) وما أن لمست كفي كفه حتى شعرت بقلبي كاد يتوقفيا الهي لما هذا الشعور الغريب يتحرك في أعماقي انه أشبه بالشعور بالزلزال. كاد قلبي يقفز فرحا لرؤيته ولكني اشعر بالخوف أيضا لا ادري كيف اصف هذا الشعور انه أشبه بالمطر قد يكون رائعا وينتهي بكارثةلا ادري كيف مر اليوم وكيف استطعت التواصل معهم وأنا عقلي وقلبي مشغولان بذلك الفاتن الذي لم يزح عيناه عني طيلة الوقت وربما ما خفف من شعوري المضطرب تلك الابتسامة التي لم تفارق وجهه وكلما نظرت إليه كانت عيناه تخاطبني بلغة أخرىعدت إلى سكني وأنا أفكر به ولا شيء غيره وفي تلك الليلة همست وسادتي في أذني تسألنيما الذي حدث وما هذه المشاعر المضطربة داخلي ولما كلما تذكرته ارتجفت أطرافيكانت تسألني وكأنها ترغمني على الاعتراف بشيء لم أشأ الاعتراف به طيلة أعوامولكنها تلقت مني ذات الجواب المعتاد:…. لا شيء انه أمر طبيعي انه وسيم جدا ومن الطبيعي أن انبهر به ولكنني كنت اكذب كما كنت دائما
كنت جالسا في استراحة الجامعة بعد بضعة أيام من زيارتي لمنزل رضا رن هاتفي النقال كان رضا المتصل وسألني أين أنت ؟….أنا في الاستراحة اجلس في تلك الزاوية التي اعتدت الجلوس فيها،…. لا تتحرك فانا قادم إليككنت احمل فنجان قهوتي عندما لمحته برفقة شقيقه ذلك الذي كنت منذ ثوان أتخيل وجهه في فنجاني. ارتجف فنجاني بيدي ونزلت قطرات من القهوة على الطاولة وعلى بنطالي وما أن تناولت منديل ورقي امسح به القهوة المسكوبة حتى سبقتني يده بمنديل آخر وبدأ يمسح القهوة عن بنطالي ولكني شكرته وقلت أنا سأقوم بذلك فمسح هو ما كان على الطاولةكعادة رضا يحب, المزاح…. ما بك تبدو وكأنك رأيت شبحا ؟ ولا ادري لما رددت بعصبية…. لا تبدأ بمزاحك الثقيل….. ولما أنت منزعج هكذا لم اقل شيئا يغضب ؟!فتداركت نفسي بسرعة وقلت لا عليك اعتذر منك ولكنني متضايق قليلا سامحنيفرد أخوه بصوت أحسست بأنه يتغلغل في أعماقي يبدو أنني جئت في وقت غير مناسبلا.. لا أبدا لا عليك. جلسنا ثلاثتنا لا احد يتكلم غير رضا أما هو جلس مبتسما يحدق بي ويلتفت أحيانا هنا أو هناك وكأنه يشعر بحاجتي للارتياح من تحديقه بيأحسست بدرجة حرارة جسمي المرتفعة وحاولت جاهدا إخفاء ارتباكي لأنني كنت أحس بان نبضات قلبي القوية مسموعة بوضوحتحدث رضا إلا أنني شخصيا لم أكن استمع له أبدا ولا ادري إن كان شقيقه قد استمع له فهو لم يشاركه الحديث إلا في بضع كلماتنهض رضا بعد دقائق قليلة:…. سأترككم الآن لدي محاضرة وسأعود بعد ساعة ونصفلا ادري ما حدث ولكني هممت بالصراخ لا تترك أخاك معي كنت خائفا جدا من وجودي معه بمفردناذهب رضا وكلما خطا مبتعدا أحسست بالمكان يضيق أكثر كما لو أننا حصرنا أنا ورامي في مكان ضيقمرت لحظات صمت قبل أن يتكلم بصوته العميق:…. أتعلم بان هذه زيارتي الأولى للجامعة منذ أربعة سنوات لم أزرها منذ تركتها.…. هل أنهيت دراستك هنا ؟….لا لم أكمل دراستي تركت الجامعة لأنني بحاجة إلى العمل فانا أريد أن أعيش حياة مستقلة اشعر فيها بقدر من الحرية…. وهل نجحت في عملك ؟…. جدا فانا أسير في الطريق الصحيح وسأبدأ عما قريب بالاستقرار في بيت مستقل…. هذا جيد ولكن لما بعد كل هذه السنوات قررت زيارة الجامعة ؟…. لا ادري أحببت زيارتها فقررت المجيء أما إذا لم تحب زيارتي فأعدك لن أكررها…. لا أبدا أهلا بك وقتما تشاء سنكون سعداء بقدومككان الحديث بيننا يقلل إلى حد ما من حدة التوتر الذي اشعر به وأحسست بان أطرافي المرتجفة بدأت تسكن رويدا رويداكلما تحدث إلي أكثر شعرت بفرح اكبر وبدأت التفت إلى حركات يديه وطريقته بالجلوس إلتفاتاته ونبرة صوته وابتسامته الرائعة لا ادري ماذا يحدث معيكرهت كل لحظة مر بنا فيها شخص ألقى السلام قاطعا حديثنا وكرهت كل شيء لفته وأدار وجهه عني لأجله وأحببت أن تطول محاضرة رضا لنبقى وحدنا وقتا أطول
في تلك الليلة عادت وسادتي لتهمس في أذني ساخرة مني…. أتظن انه أمرا عاديا ؟! هيا اعترفلكني أغمضت عيني بقوة وكأني أوهمها باني نائم علها تكف عن وشوشاتهالكنني لم استطع منع صورته من الارتسام خلف جفوني وكأنها اقتحمت عيناي عنوةيا الهي ماذا يحدث لي ولما هذه المشاعر الغريبة المتضاربة في داخلي ولما كلما تذكرت وجهه أو صوته أو نظراته يخفق قلبي هكذا
….اليوم ستتناول الغداء معنا هذه أوامر والدتيقالها رضا ونحن نتجه إلى محاضرتنا الأولىوكم تمنيت لو انه لم يخبرني بذلك فلم, استطع التركيز طيلة اليوم لم اسمع شيئا في محاضراتي فقط أتذكر صوت شقيقه العميق ونظراته القويةكم وددت الاعتذار ولكن شيئا في داخلي كان يقول اذهب علك تراه اليوم أو تتحدث إليهنعم هذه المرة ذهبت وأنا كلي شوق لألقاه واجلس معهوما أن رايته حتى شعرت بسعادة تغمرني اختلطت بالارتباك ولكني بدأت اعتاد على شعوري الغريب كما لو أني بدأت افهمه بوضوحبعد تناولنا الغداء جلسنا على الشرفة نشرب القهوة ونتبادل الأحاديث وفجأة اقترح والد رامي شيئا …. لما لا تظل عندنا هذه الليلة؟وبسرعة تعالت الأصوات تأييدا للفكرة رضا ورامي ورجا كل منهم يصر على بقائي للمبيت عندهم. حاولت الاعتذار ولكنني لم استطع ثنيهم عن الفكرةفقلت أخاف أن أثقل عليكم أو أضايقكم، فرد والد رامي أبدا نحن أسرتك بالتأكيد والمنزل واسع ولا اعتقد أن رامي يمانع في أن تشاركه غرفته الليلةرغم أن ما سمعته كان مفاجئا لي وأشعرني بالارتباك أكثر إلا أنني لا اخفي أني شعرت بسعادة كبيرة لأنني سأتشارك معه الغرفة ولكني قلت متسائلا ولما لا أشارك رضا غرفته ؟ فرد أبوه لان رضا ورجا يتشاركان الغرفة أما رامي فبمفرده. ولكن إن أحببت نرسل رجا للمبيت مع رامي وأنت تظل مع رضا، تمنيت لو أنني ابتلعت لساني، ولكنني قبل أن اخسر فرصتي رد رامي بهدوء مشاكس…. إياكم أن ترسلوا رجا إلى غرفتي
بعد قليل سألني ألا ترغب بأخذ قسط من الراحةفقلت لا مشكلة،…. يجب أن تستريح قليلا وسأريك غرفتي، الغرفة التي ستنام فيهاتوجهت إلى تلك الغرفة وقلبي ينبض بقوة وكأني اتجه إلى بقعة مجهولة في عالم آخرما إن دخلت ووقعت عيني على السرير حتى ازداد قلقي وخوفي انه سرير واحد كبير هذا يعني أننا سنتشارك ذات السرير
نعم تشاركنا السرير ذاته تلك الليلة كان يتحدث إلي وهو مستلق إلى جانبي بكل روعته وجماله شعرت برغبة قوية في لمسه وتوسد ذراعه القويةبدأت تلك الوسادة وشوشاتها المعتادة تسألني ما بك؟ ماذا تريد؟ قل، اعترف هيا لا تخدع نفسك أكثرأحسست بجسدي يغلي وودت أن اضرب تلك الوسادة اللعينة واصرخ بأعلى صوتي نعم، نعم أحبه اعشقه توقفي الآن عن الوشوشة اصمتي إلى الأبدلا ادري لما توقف عن الكلام وكأنه سمع صرخاتي الدفينة نظرت إليه لأرى لما صمت فجأة فوجدته ينظر إلي مبتسما كأنه يسألني عما حدثت به نفسي منذ لحظة فسألته ما بك ؟قال لا اعرف وأطلق تنهيدة قوية ثم قال لدي شيء أقوله ولكنني أتردد في قوله.…. لا عليك تحدث فانا أسمعك.…. لا ادري ربما من الأفضل عدم قوله.ولكني ألححت عليهصمت قليلا ثم قال ما رأيك بالحب ؟….لا اعرف ولكنه لا بد جميل .…. الم تشعر بالحب يوما ؟….. بالتأكيد كلنا يحب ولكن عن أي حب تتحدث ؟…. الحب بين شخصين… قلت لا ادري…. الم تشعر يوما برغبة قوية لرؤية شخص ما ترتاح لرؤيته أو سماع صوته أو النظر في عيونه وعندما تلقاه ترتجف أطرافك وتشعر بشعور غريب في داخلك لا تستطيع تفسيره وأحيانا تشعر بقلبك يقفز من بين ضلوعك ؟يا الهي انه يتحدث كما لو انه يعرف ما يحدث معي حتى شككت بأنه يقرأ ما يجول في خاطري انعقد لساني ولم استطع الإجابةفسألني مرة أخرى الم تشعر بأي شيء من هذا تجاه شخص ما ؟…. بلى شعرت ولم اعرف كيف قدمت هذا الاعتراف….حقا ؟ تجاه من ؟….لا يهم ولكنك تتحدث وكأنك شعرت به أنت أيضا…. نعم شعرت به ولا زلت اشعر به.قلت بقلب محطم هذا يعني انك تحب؟…. هذا ما اشعر به و أظنه الحب.فقلت منذ متى ؟…..منذ أسبوعين أو أكثر بقليلثم سألني بسرعة هل تعتقد أن هناك خطيئة بالحب ؟…..لا الحب شعور لا نستطيع التحكم بهفصمت قليلافسمعت وسادتي تهمس لا خطيئة بالحب !ّ ولا يمكن التحكم به كما لا تستطيع أن تتحكم أنت بشعورك، أردت أن أسكتها بقبضة من يدي علها تعرف كم الغضب الذي اشعر به انه يحب أيتها الحمقاء انه لا يهتم بي اصمتي إلى الأبدولكنه بعد صمته قال حتى ولو كان حبا مستحيلا ؟ لم اعرف كيف أجيبه إن هذا الشخص يتحدث كما لو كان يسمع حديث نفسيولما لم اجب قال حسنا فلنلغي الموضوع فهو يشعرني بالألم. أحسست بالحزن لأجله وشعرت بأنه يعاني من هذا الحب المستحيل ولا ادري لما شعرت برغبة قوية لاضمه واخفف عنهوضعت يدي على رأسه وتغلغلت أصابعي في شعره الناعم الطويل وقلت :لا تحزن فلا بد من حل لكل مشكلة وإذا أردت يوما أن تتحدث إلى احد ما فانا سأكون موجود بالتأكيدنظر إلي بعيونه التي ازدادت لمعانا ثم قال لا ادري لما اشعر بأنك تفهمني أكثر من الغيرفقلت في نفسي ربما لان حزنك يشبه حزني وحبك يشبه حبي ودمعت عيناي وحاولت أن اخفي دموعي ولكنني فشلت، قال بحرقة لما هذه الدموع في عينيك؟…. لا ليست دموع ربما لأنني أطلت السهر .….أنت تكذب هذه دموع بالتأكيد.زادني هذا الما فنزلت دموعي هذه المرة على وجنتيفمسحها بلطف بإصبعه وقال أتعلم إن هذه الدموع غالية جدا ثم اقترب مني ولا ادري كيف تعانقنا عناقا بريئا خاليا من الرغبات انه عناق محبة خالصة كان صدره دافئا مليئا بالحنان وذراعاه القوية تضمني بقوةأحسست في تلك اللحظة بألم كبير جدا الآن اعترف لك وسادتي بأنني اعشق هذا الشخص عشقا يختلف عن عشقي لأي شيء آخر واعرف كم جميل أن يضمني بين ذراعيه لينبض قلبي على غير عادته الآن اشعر بان الحياة آمنة وأنا لست في غربة أبدا أغمضت عيناي كي لا تفضح أمري وحاولت الاستمتاع بكل لحظة بين يديه ربما لن تتكرر هذه الفرصة مرة ثانيةشعرت بذراعيه ترتخي وعرفت بان عناقنا انتهى، استدار بسرعة حتى لا أرى ملامح وجههواستدرت أنا ليصبح كل منا بعيدا عن نظر الآخرآه يا وسادتي ما بك صامتة هل رضيتي بما حدث أم أن اعترافي صدمك ولم تعودي قادرة على الهمس ؟لم استطع النوم واستدرت من جديد لأحدق به وهو نائم ولكنني شعرت بأنه لم يغفو فجفناه كانا يرتجفان وبصعوبة كبيرة استطعت النوم وأنا محدقا بحبي المستحيل
مر يومان وأنا لست كما أنا الكل لاحظ والكل يسأل ما بك لما أنت صامت هكذا؟ لما لا تبتسم كعادتك؟ هل هناك مشكلة ما؟ ولكنني دائما أجيب بأنني بخير ربما تتعبني الدراسة قليلاوالحقيقة أن حبي لهذا الشخص بدأ يؤرقني ويشغل فكري طيلة وقتي
انتهت محاضرتي وقررت الذهاب لأجلس في زاويتي المفضلة بعيدا عن الضجة والازدحام و تفاجأت بان زاويتي كانت مشغولة انه يجلس هناك بانتظاري وكأنه يعرف أنني سآتي إلى هنا انه يعرف أنها زاويتي المفضلةاقتربت منه وكأن الريح تحملني إليه وتلاشت عن وجهي ملامح الحزن فمجرد رؤيته تشعرني بالسعادةكان مبتسما كعادته وضع أمامه علبة ملفوفة بورق ملون وشبر احمر….ما هذه المفاجأة الجميلة ؟!….أحقا تعتبرها مفاجأة جميلة؟…. طبعا جميلة جدا يبدو انك أحببت زيارة الجامعة….الحقيقة أنا لا ازور الجامعة أنا ازور من فيها.آه انه يقصد حبه, المستحيل بالتأكيد لا بد أنها زميلة بالجامعة ولم أشأ أن اسأله من هي؟ حتى لا افسد اللحظة ولكن الهدية أمامه أشعرتني بالتوتر ربما عرفت الآن من هي صاحبة الحظ السعيد التي حازت على قلبهقلت حسنا ربما تنتظر أحدا ما ولا أريد أن أزعجك سأراك لاحقا. تبسم وهو ينظر في عيوني مباشرة وقال أنا انتظرك أنت.غمرتني سعادة كبيرة ولكنني قتلتها عندما خطر ببالي سؤال هل يمكن أن يكون أراد لقاءي ليعرفني بحبه المستحيلثم دفع الهدية بهدوء باتجاهي وقال هذه لك. آه كم ارتحت كانت فرحتي بمعرفة أن الهدية لي تفوق فرحتي بها حتى لم أرد أن اعرف ما هي يكفيني انه قدمها ليبعد حديث قصير طلب مني أن نلتقي مساءً وألا اعلم رضا لأنه يريد أن نكون بمفردناوافقت على الفور وقال بأنه سيمر ليأخذني من مكان سكني
كان ذلك اليوم أطول يوم يمر بي كانت الدقائق تمر كأنها ساعات وكانت أفكاري تكاد تقتلني وتساؤلات دارت في رأسيما إن عدت إلى المنزل حتى أسرعت بفتح الهدية انه تمثال زجاجي لملاك الحب يحمل قوسا وسهما حفر عليه كلمة حب بالإنجليزيةألقيت بنفسي على سريري أتأمل هذه الهدية الرائعة إنها اثمن ما امتلك الآن ولم أفكر بتفسير لمعناها لأنني كنت سعيدا جدا بها فقط لأنها من شخص اعشقه جدالكن وسادتي كعادتها بدأت وشوشاتها وكأنها تسخر مني…. لما هذه السعادة الكبيرة إنها هدية صديق لصديقه؟!…. اخرسي إنها أكثر من ذلك.…. لما تظن ذلك ؟….ألا ترين انه جاء خصيصا ليقدمها لي ويطلب مني لقاءً خاصا ؟….. حسنا وما الفرق بين هذا اللقاء وأي لقاء آخر بين صديقين….لا ادري ولكن ألا ترين أن هذه الهدية ترمز لشيء آخر غير الصداقة؟…. ربما هو لا يحسن اختيار الهدايا ولم يعرف أن هذه الهدية تقدم لحبيب وليس لصديق.….ربما ولكن لما اشعر بأنه اختارها خصيصا ؟…. ربما لأنك تريد ذلك فأنت تعشقه وتريد أن تقنع نفسك بأنه يحبك أيضا….اصمتي أيتها الوسادة اللعينة فأنت دائما تزيدين همومي وتثيرين فيّ أحزانا اتركيني أتخيل ربما لن احصل على شيء في حياتي إلا التخيلات
أوقف سيارته في مكان مرتفع على حافة الجرف كنا ننظر إلى المدينة بأضوائها الساطعة كانت جميلة جدا ولم اعتد على رؤيتها بهذا الجمال فلطالما شعرت بالغربة في هذه المدينةولكنها اليوم تبتسم لي واشم فيها رائحة وطن وجدته بعد ضياع طويلنظر الي ثم قال : ما رأيك بهذا المكان ؟…. انه رائع .…. نعم رائع أنا أحب أن آتي إلى هنا دائما اشعر براحة كبيرة هنا حتى أحيانا اكلم هذه الأشجار والصخور عن همومي…. لما أنت دائما حزين ؟…. لست حزينا الآن بل أنا سعيد جدا ولكني قد أخسرك بعد قليل…. لما تقول هذا ؟…. لأنني اليوم سأخبرك بأمر قد يزعجك وقد لا ترغب في رؤيتي بعد أن تعرفه…. لا مستحيل لا أظن ذلك أنت تخيفني جدا ما الشيء الذي قد أكرهك لأجله إلى هذا الحد ؟…. أترى هذه المدينة الكبيرة ؟…. نعم .…..اشعر بأنها صغيرة جدا الآن وأكاد اختنق ضيقا بسبب ما سأقوله لك ولكني لا اقدر على كبت ذلك أكثر….حسنا قل ما تريد قله واعدك بأنني لن انزعج ولن أتركك أبدا…. أتذكر حديثنا عن الحب ؟…. نعم اذكره جيدا .…. وهل عرفت ما اقصده بالحب المستحيل؟….لا لم افهم بشكل واضح.…. حسنا هل أعجبتك هديتي ؟…. نعم إنها جميلة جدا.…. هل فهمت أنها من شخص أصابه سهم الحب ؟….لا افهم ما قصدك اخبرني بوضوح أكثر( كنت كاذبا أنا بدأت افهم)…. ماذا لو أخبرتك بأن أطرافي الآن ترتجف (وامسك يدي لأشعر برجفته) وماذا لو أخبرتك أن قلبي ينبض بقوة واني الآن مع شخص أحب رؤيته دائما هل تفهم قصدي جيدا ؟لا اعرف لما تصرفت بغباء وقلت لا افهم.…. حسنا انك تصعب الأمور علي كثيرا لا تجعلني أقولها صراحة أرجوك أن تفهمني جيدا (قالها بألم كبير)لا ادري كيف نزلت دموعي بسرعة وشعرت بنار تشتعل في جوفيثم قلت أنا هو حبك المستحيل؟… نعم أنت ( قالها دون أن ينظر إلى عيني أمسكت رأسه وأدرته باتجاهي )…. وهل تظن أن ذلك يزعجني واني قد أتركك لأجل هذا أنت مخطئ أنا احبك أيضا ولا أريد الافتراق عنكأسرع يمسح دموعي ويقول لما تبكي لا أحب رؤيتك تبكي أبدا.…. ابكي لأنني اشعر بان حبنا أكثر من مستحيل اشعر بأننا مخلوقان في زمن ليس زماننا وارض ليست أرضناضمني بقوة وقال لا تحزن يكفيني أننا سويا وانك تحبني كما احبك ولا شيء آخر قد يفسد هذا الحبساد صمت لوقت قصير لا اسمع فيه إلا صوت نبضات قلبه ورأسي مسند إلى صدره وذراعاه تحيطان بي وكفه تداعب شعري ثم قال: هل شعرت بحبي لك قبل أن أصرح به ؟….لا ولكنني كنت واثقا من شعوري تجاهك لا ادري كيف اصف لك ما شعرت به عندما رأيتك أول مرة وكيف أشغلت فكري طيلة الوقت بعد ذلك اللقاءابتسم وعيناه تحدقان بي بفرح كبير وقال وأنا أيضا أصبحت كالمجنون منذ رأيتك لم اشعر بهذا من قبل ولكنك سحرتني وتمنيت لو التقيتك من قبلهكذا مر الوقت وكل منا يخبر الآخر عما حدث معه في أول لقاء وكيف كانت مشاعرنا وأخبرته كم كانت تلك الليلة التي تشاركنا فيها السرير صعبة وقاتلة وصرح لي بأنه لم ينم في تلك الليلة وظل ساهرا يراقبني وأنا نائم يتأمل ملامحي ويتألم لأنه ظن بأنني لن اقبل بحبهالجزء الثاني :
عدت إلى سكني في وقت متأخر تغمرني سعادة لم اشعر بمثلها من قبلوما إن وضعت رأسي على وسادتي حتى بدأت وشوشاتها وكأنها كانت بانتظاري لتنغص علي فرحتي…. هل حصلت الآن على الحب ؟؟….. نعم حصلت عليه ولا أريد أن أفكر بشيء آخر قبل النوم…. لكنك غبي ما هذا الحب وكم سيدوم ألا ترى بأنه فعلا الحب المستحيل ؟…. لا أريد أن أفكر بشيء قبل النوم أرجوك أن تصمتي.…. لا لا يمكن أن اصمت يجب أن تسمعني هذا الحب محكوم عليه بالموت إياك أن تخدع نفسك…. اسمعي أيتها الوسادة اللعينة لا يهمني شيء ولا أريد أن أفكر بشيء أنا سعيد بهذا الحب ولن تنغصي علي سعادتيأغلقت أذني حتى لا اسمع شيء واستسلمت للنوم
مر على اعترافنا بالحب أسبوعا كان جميلا جدا لم يمر يوما إلا والتقينا فيه في مكاننا الخاص على ذلك الجرف توسدت ذراعه مرات كثيرة وضمني بحب عشرات المرات همس لي بكلمات رائعةكان حبه فريدا من نوعه جميلا مليء بالعواطف والحنان
…. رامي.. هل تحبني حقا ؟ضربني بكتفي بقوة.. أتشك بحبي لك؟…. حسنا لكنك آلمتني جدا…. آسف حبي لم اقصد ذلك.….. لكن ألا ترى كم أنت قوي وضربتك مهما كانت خفيفة إلا أنها مؤلمة…. حسنا لم اقصد أرجوك سامحني…. حسنا لا عليك قلتها ولكن علامات الغضب لا زالت مرتسمة على وجهيقبلني في كتفي في مكان الضربة الآن سيزول الألم.….انك تسخر مني أنا لست طفلا….. اعرف ذلك ولكنني أحب أن أعاملك كطفل.…. لا لا أريدك أن تعاملني كطفل…. حسنا اعرف كيف أزيل غضبك.. اقترب مني بهدوء وقبلني في شفاهي قبلة رائعة أنستني الألماحمرت وجنتاي خجلا وابتسمت له فقال يبدو أن الأمر قد نجح !!كانت هذه أول مرة يقبلني فيها ولم ادري كيف زال الألم ليس وحده بل كل ما كان حولي حتى شعرت باني وهو في هذا العالم وحدنا أحببت تلك القبلة وأردت أن أتلذذ بطعم شفتيه مرة أخرى فاقتربت أنا هذه المرة لأقبله قبلة تدوم فترة أطولبدأ يميل علي حتى القاني على العشب وألقى بجسده الدافيء فوقي وكانت قبلاته تزداد قوة ورغبة حتى شعرت بالخوف فأزحت وجهي وطلبت منه النهوضنهض بسرعة وجلس ينظر إلى الأفق صامتا وأنا انفض العشب العالق بملابسيحتى طال صمته فسألته ما بك ؟…. لا ادري ولكنني تصرفت بطريقة مزعجة أنا آسف جدا…. لا عليك.….. أرجوك سامحني لا أريدك أن تفهم ما حدث بطريقة خاطئة أنا احبك هذا كل شيء….. حسنا لست منزعجا ولا أفهمك بطريقة خاطئة….. حسنا إذا أردت أن نغادر فلا بأس.….. من قال أنني أريد المغادرة ؟ اسمع أنا أحببت ما حصل بيننا فلا تجعل الأمر مأساويا هكذا السنا نحب بعضنا ؟…. بلى…. إذا لا مشكلة بما حصل وإذا أزعجك طلبي بالتوقف فانا اعتذر…. لا تعتذر قالها وضمني إليه أنا فقط أخاف أن أتصرف بطريقة تزعجك فتتركني وتذهب أنا لا أريد أن أخسرك أبدا…. ولا أنا.. وأنا مستعد لفعل أي شيء من أجلك
في تلك الليلة لم تنطق وسادتي بأي حرف وكأنها لا تقوى على نقاشي فحجتي اليوم قوية قبلني وتحققت من مكانتي لديه فما عساها أن تقولولكنها استجمعت قواها وبدأت وشوشاتها المعتادة في الصباح الباكركنت لا أزال مستلقيا بالسرير وبدأت أتذكر كل ما حدث بالأمس وبدأت اشعر بالقلق عندما همست وسادتي بسؤال ماذا لو أراد ذلك بشدة وأنت منعته ؟…. لا لم يرده إلى هذه الدرجة فحبه أقوى من غرائزه…. انك تخدع نفسك أولم ترده أنت أيضا بقوة ؟…. لا يكفيني ما حدث….. أنت كاذب لم يمنعك عن ذلك إلا خوفك أما رغبتك فكانت موجودة…. حسنا ولكن هذا لا يعني انه أراده أيضا…. لكن الحب لا يكفي ربما كان حبك أقوى من غرائزك ولكن قد تكون غرائزه أقوى من حبه وهو بحاجة لإشباعها…. هذه هي المرة الأولى التي تكونين فيها على حق…. لا دائما كنت على حق وأنت من تخدع نفسك دائما. فكر مليا هذه المرة إذا ما منعته منك ربما بحث عما يريده مع غيرك…. لقد بدأت تشككيني بحبه هل تقصدين بأنه ربما أراد جسدي أكثر من قلبي…. لا ادري ربما
لم تغادر أفكاري رأسي طيلة اليوم حتى أرهقني التفكير وبدأت اشعر بالضيق والانزعاجغادرت الجامعة قبل انتهاء الدوام وعدت إلى المنزل أفكر بما حدث وكلما تذكرت تلك اللحظات شعرت برغبة قوية به وتمنيت لو أنني تركته يفعل ما يريدآه يا وسادتي إن كنت أنا أحبه بجنون وارغب به فلما اشك به ربما هو أيضا يشعر بما اشعر حب كبير واتصال جسدي لن يكون إلا تعبيرا عن الحب الخالص…. هذا يعني انك ستقبل في المرة القادمة ؟…. لا بل أنا من سيطلب منه ذلك لا أريده أن يشعر بنقص في علاقتنا ولا أريد مجرد التفكير بأنه قد يفعل ذلك مع شخص آخر غيري فانا أحبه بجنون
صعدت إلى جانبه في سيارته كان سعيدا جدا برؤيتيوقال خفت ألا تتصل بي اليوم بسبب ما حصل بالأمس….. أنت مجنون بالتأكيد هل تظن بأنني أستطيع عيش يوم بدون أن أراكوصلنا مكاننا المعتاد كان جميلا أكثر من العادة واسعا لدرجة انه لا يتسع إلا لاثنين فقط وكانت الشمس توشك على الغروبلم ننزل من السيارة كان يسند رأسه إلى الخلف وينظر إلى الأمام مباشرة وكنت انظر أنا أيضا أمامي مباشرة والصمت يسود المكانثم التفت لأحدثه في الوقت الذي التفت فيه ليحدثني فضحكنا سوياووضع يده خلف رأسي وقال اقترب مني.. أسندت رأسي إلى صدره وهو يداعب شعري بأطراف أصابعه ثم قال أتعلم أنني قضيت اليوم كالمجنون أفكر بك…. وأنا أيضا أفكر بك دائما ولكن هذه المرة كان أكثر من المعتاد… ولما ذلك ؟….لأنني أتذكر قبلتك ورفعت نظري للأعلى ولمست شفتاه بإصبعي. هذه الشفاه طعمها لذيذ جدا…. هاى توقف أنا لا احتمل هذا..…. هل تريد أن أكون معك ؟ اجبني بصدق…. لا يهم….. اجبني بصدق أرجوك….. حسنا لن اكذب عليك أنا أريد ذلك ولكن إن لم ترد لا يهم…. حسنا أنا سأكون لك كما تريد فانا أريد أن أمنحك كل ما أستطيع لا أريدك أن تفكر بغيري لأي سبب كان أريد أن تكون علاقتنا كاملة لا ينقصك فيها شيء…. لا، لا أريدك أن تفعل هذا لأجلي فانا لا اهتم كثيرا ولن اطلب هذا الشيء من غيرك أبدا فانا احبك أنت ولن أكون لغيرك…. إذا قبلني الآن.. لا ادري كيف ارتشفت خمر تلك الشفاه حتى فقدت السيطرة على نفسي وطلبت منه الانتقال إلى المقعد الخلفي لأنني أريد أن أسلمه نفسيكانت رغبتي به تدفعني للجنون كانت تلك اللحظات الأروع عندما سلمته جسدي ولم اشعر إلا بحبه القوي ولم تكن مجرد شهوة خالية من المشاعر
كان جسده الثقيل ملقاً فوقي وأنفاسه القوية خلف أذني عندما همس لي هل أنت بخير ؟…. نعم لا تقلق… نهض من فوقي وجلسنا في المقعد الخلفي كان تعبا وقلقا…. هل أنت سعيد بما حدث ؟…. نعم ولكني أفكر باني قد آذيتك بما فعلته…. لا، لا تفكر هكذا فانا سعيد جدا بما حدث بيننا وسأفعله كلما أردت مني ذلك…. أريدك أن تعرف شيئا واحدا وهو أنني ارغب بك لأنني احبك ولست احبك لأنني ارغب بك
عدت إلى منزلي سعيدا جدا بما حصل وألقيت بنفسي على سريري وأغمضت عيني لأتخيل تلك اللحظات الرائعة التي التحمت بها أجسادنا لأول مرةفهمست وسادتي لقد حصل على ما يريد وانتهى الأمر…. لن استمع لك الليلة ولن أفكر بأنك موجودة فانا سعيد بما حصل بيننا ولا ارغب بإفساد فرحتيأظنك تهذين هذا ليس كل ما يريده مني بل انه يحبني أكثر من أي شيء آخر وأنا اليوم أحس بأنني امتلكته إلى الأبد
استطعت أن اسكت وسادتي لفترة طويلة قضيتها مع حبي الوحيدكانت كل لحظة تمر بنا تشعرني بحبه الكبير وأتعلق به أكثر حتى اعتزلت العالم لأجله لم اعد التقي بأصدقائي كالسابق والجميع يسأل عن أسباب غيابي ويعاتبوني على قلة السؤال عنهمكان لدي رغبة كبيرة بالبوح بالحقيقة وإخبارهم أنني أعيش أجمل الأوقات وأنني أتشاركها مع شخص اعشقه لدرجة الجنون ولكنني لم استطع ذلك
فتحت الباب لأرى من الطارق…. أهلا رضا كيف أنت وما هذه المفاجأة الجميلة ؟…. أردت أن اسأل عنك لأنك لا تسأل عنا ولم نعد نراك كما في السابق…. معك حق ولكنني أؤكد لك أن ذلك بسبب انشغالي ليس أكثر…. اخبرني بما أنت مشغول إلى هذه الدرجة ؟….لا شيء غير الدراسة.…. لكن الدراسة لا تحتاج إلى هذا القدر من التفرغ أنا أحس أن هناك مشكلة هل هناك مشكلة اخبرني أرجوك ربما ساعدتك بالحل…. لا لا أبدا أنا بخير….. حسنا ولكنني متضايق جدا لأنني لا أراك مثل السابق حتى انك لا تبقى بالجامعة بعد انتهاء المحاضرات وهذا تصرف مقلق، اخبرني هل أنت تعمل لجني المال…. لا لا اعمل لما فكرت بهذا؟….. لقد فكرت ربما تكون بحاجة للمال وبدأت تعمل وهذا ليس عيبا…. اعرف انه لا عيب في العمل ولكنني لا اعملطرق الباب مرة أخرى، فتحت الباب وخفت كثيرا عندما رأيته أمام الباب…. أهلا رامي كيف حالك؟ تفضل…. رامي ما الذي جاء بك هنا قالها رضا وكانت علامات الاستغراب تملأ وجهه…. جئت للزيارة كما جئت أنت….. لم اعرف انك تأتي إلى هنا من قبل !…. حسنا لأنها زيارتي الأولى…. حقا هذه زيارتك الأولى ؟…. هاااى ما بك تشعرني وكأنني مذنب في قفص الاتهام هل هناك مشكلة في قدومي إلى هنا ؟كنت أقف معقود اللسان وأحسست وكأن امرنا قد كشفانتهت الزيارة وغادرا معا وبعد ربع ساعة عاد رامي إلي وكنت قلقا جدا وخائف ولكنه بدأ يطمئني وقال أن رضا لم يشك بشيء بالتأكيد فالأمر طبيعي جدا نحن نعرف بعضنا ولا مشكلة في زيارتي لك
مرت أيام التقينا بعضنا فيها باستمرار أحيانا كان رامي يأخذني من سكني وأحيانا نلتقي في مكان ما وكان كل شيء على ما يرام
اقترب رضا مني وكنت أقف مع بعض الزملاء وطلب أن يحدثني على انفراد…. اسمع، أنا سأسلك سؤالا وأريد منك إجابة صادقة…. حسنا ما بك تبدو منزعجا !…. هل التقيت أخي, رامي خلال الأيام الماضية ؟…. لا لم أره منذ كنتما في منزلي…. أرجوك أن تراجع نفسك جيدا وتخبرني بالحقيقة… صدقني أنا أخبرك الحقيقة ولكن لما تسأل هل حدث مع رامي شيء…. لا لم يحدث شيء معه ولكننا لاحظنا غيابه عن المنزل كثيرا على غير عادته وعندما رأيته ذلك اليوم في منزلك ظننت انه يقضي وقته عندك…. أرجوك رضا أن تخبرني الحقيقة هل هناك مشكلة مع رامي…. حسنا سأخبرك منذ فترة طويلة قرر رامي الانفصال عنا والعيش لوحده وحدثت مشاكل في المنزل بسبب ذلك ثم عدل عن فكرته ومنذ فترة وجيزة عاد يلمح للموضوع من جديد وبدأ يغيب عن المنزل كثيرا ونحن لا نريد أن ينفصل عنا هذا كل شيء أرجوك لا تخبر أحدا بذلك…. حسنا لا تقلق
كنا نجلس في مكاننا المعتاد وأتوسد كتفه ويضمني بحنان كبير…. رامي هل تريد الانفصال عن اهلك ؟…. هل أخبرك رضا بذلك؟…. نعم وسألني إن كنت التقيت بك أو استقبلتك في منزلي وأنا نفيت ذلك..…. ولما نفيت ذلك لا أظن أن هناك مشكلة لو عرفوا بأننا نلتقي أو أنني أزورك في سكنك…. حسنا لكنني أخاف أن الفت الانتباه أو أثير الشك في علاقتنا…. وماذا لو انتقلنا للعيش معا في منزل واحد كيف ستخفي ذلك ؟…. آه لا تشوقني لذلك فانا أتمنى لو أننا نعيش سويا إلى الأبد ولا يهمني ماذا سيقول الآخرون…. هل عرفت لما أريد الانفصال عن أهلي أريد أن أكون معك لوحدنا إلى الأبدلم استطع إخفاء سعادتي فقبلته قبلة كبيرة على خده وضممته بقوة…. انك رائع…. حسنا لا تبدأ الآن فأنت تعلم جيدا ماذا يحدث عندما تقبلني..…. حسنا لن أقبلك إذاابتعدت عنه لكنه بدأ يضحك ثم اقترب مني وقال…. لكنني أريدك أن تقبلنيوقبل أن أرد ألقى بنفسه علي واستلقينا على العشب وبدأ يقبلني بحب وشغف كبيرينقلت…. دعنا نذهب إلى السكن ونكمل ما بدأناه هناك…. ألا ترى أن هذا المكان أجمل فهنا كانت مرتنا الأولى..…. نعم لهذا أنا أحبه كثيرا فهنا اعترفنا لبعضنا بالحب وهنا كانت المرة الأولى التي امتلك فيها كل منا الآخر وهنا شهدنا أجمل اللحظات هذا المكان بالنسبة إلي عالم آخر أحبه كثيرا
كنت ارتب ملابسي وانظر إليه وهو يرتدي كنزته ويغطي جسده الفاتن وصدره الجميل حين قلت …. هل تحب ما افعله معك ؟…. اعتقد انك تمزح ولما افعله معك إذا ؟…. اقصد هل ما افعله يرضيك أم انك ترغب بشيء لا تجده عندي ؟…. هااى لا تبدأ هذا الحديث التافه..…. ولما أنت غاضب هكذا…. لأنني اعرف ما تقصده..…. وماذا اقصد ؟لا داعي لان أخبرك فأنت تعرف جيدا ما تقصده ولكن عليك أن تعلم شيئا واحدا أنا احبك أنت كما أنت ولو أردت أن أكون مع فتاة لن يكون صعبا علي ولكنني مع الشخص الذي أحب وارغب أنت بالنسبة إلي كل شيء ولا احد غيرك يمكن أن يشعرني بالسعادة…. وأنا أيضا لا يمكنني أن اشعر بالسعادة إلا معك ولا أستطيع التفكير بأنني قد أخسرك يوما ماعدني حبيبي بأنك لن تتركني أبدا فانا لا أقوى على فقدانك..…. أعدك حبي لن أتخلى عنك أبدا وسأفعل المستحيل لأكون معك والى الأبد…. أتعلم أن إجازتي اقتربت ولا بد أن أعود لزيارة أهلي..…. اعلم ولكن هل من الضروري ذهابك إليهم ؟…. نعم فانا مشتاق لهم وأيضا يجب أن أوفر عليهم بالمصاريف فقضاء الإجازة معهم سيوفر الكثير مع أنني لا أقوى على بعدك يوما واحدا فكيف سأغيب شهرين…. أرجوك لا تذهب وان كانت المشكلة بالمصاريف أنا سأتكفل بها..…. لا مستحيل أن أكلفك هذا العبء..…. لا تقل ذلك فانا كلي لك وكل ما املكه لك..….اعلم حبي ولكنني لا أستطيع…. حسنا ماذا لو تدبرت لك عملا في الإجازة وهكذا ستقنع اهلك بالبقاء هنا…. حسنا ولكنني سأذهب لزيارتهم ولو لأسبوع وان تدبرت العمل اتصل بي وأنا سآتي على الفور
في تلك الليلة انتهزت وسادتي الفرصة لتبدأ وشوشاتها من جديد بعد غياب طويلكانت تعرف جيدا الخوف الذي يملأني بسبب الابتعاد عن حبي فبدأت بدق نواقيس الشك في رأسي…. اتظنه سينتظرك كل هذه الفترة ؟…. نعم سينتظرني الم تري انه يفكر بغيابي منذ الآن…. نعم هو يفكر بغيابك ولكن ماذا لو مل الانتظار وربما فكر جيدا بان كونك من مدينة بعيدة سيكون عائقا دائما أمام استمرار علاقتكما….لا لن يفكر هكذا……. ولكنه يفكر ببعد المسافة منذ الآن الم تر انه يضع الخطط ليبقيك قريب…. وما العيب في ذلك هذا يدل على انه يحبني كثيرا…. نعم ولكن ربما لن تنجح خططه وسيأتي اليوم الذي تترك فيه هذه المدينة وتبتعد عنه إلى الأبد…….أرجوك يا وسادتي أن تكفي فانا لا أقوى على التفكير بهذا الأمر ثم إنني سأفعل أي شيء لأبقى معه إلى الأبد اتركيني الآنربما كفت وسادتي عن وشوشاتها لكن دموعي لم تكف لان ما وشوشت به ظل يشغلني طوال الليل
كنت اسند رأسي إلى نافذة الحافلة انظر إلى تلك الشوارع والأبنية أودعها وأنا أرى فيها وجه حبيبي عندما ودعته في محطة الحافلات ولم استطع ضمه أو تقبيله إلا كصديق بسبب المتواجدين هناك وأفكر بما سيحدث وكيف سأقوى على الفراق لأسبوع وربما لشهر أو شهرينتذكرت ذلك اليوم الذي جئت به إلى هذه المدينة وكانت غريبة موحشة والآن أحس بأنها الوحيدة التي يمكنني العيش فيهالم يهدأ فكري طيلة الرحلة كنت أغفو أحيانا واحلم بحبيبي وأصحو أحيانا أخرى وأفكر بهوصلت الآن مدينتي لم أتخيل يوما أنني سأعود إلى مدينتي مستاء وحزين بهذا الشكلمرت ثلاثة أيام كأنها سنوات كنت عائدا من منزل عمي, بعد أن قضيت سهرة جميلة مع أبناء عمي لا أنكر أنهم ظرفاء والجلوس معهم ممتع ولكنني لم أكن معهم طيلة وقتي ربما حلقت روحي معظم الوقت فوق تلك المدينة بأنوارها الجميلة وطافت بذلك المكان على حافة الجرف تبحث عن حبيبي ربما جلس هناك وحده يؤرقه غيابي أو ربما شغل مكاني شخص آخر وهذا كان أسوأ ما يمكن أن يخطر بباليكنت انظر من حولي وأنا أسير باتجاه البيت لم يتغير شيء في حينا لا زال كما كان عندما تركتهكنت أسير بهدوء وأتنقل بنظري بين الشوارع والجدران المليئة بالذكريات لكنها لم تشدني أبدا وأحسست بالغربة فالشوارع فارغة والجدران باردة حتى السماء تبدو ابعد مما كانتكنت أهم بعبور الشارع باتجاه منزلنا حين لمحت شيئا غريبا عن حينا لكنه لم يكن غريبا عني انه الشيء الوحيد الذي تمنيت رؤيته وتنفس رائحته لم اصدق عيني ركضت بسرعة البرق واجتزت الشارع دون اكتراث ولم استطع تصديق ما أراه حتى صرخت بأعلى صوتي رامي أنا هناالتفت إلي انه هو اجل هو ركضت إليه بسرعة وضممته بقوة حتى بدأ يهمس بأذني…. هااى نحن في الشارع اهدأ..…. آه حبي كيف جئت إلى هنا وما الذي أتى بك ؟…. جئت لأنني لم استطع تحمل بعدك أكثر..…. وكيف عرفت العنوان ؟…. ألا تعلم أن المحب لا يحتاج لدليل أو عنوان حتى وان كنت في آخر الدنيا كنت سأجدك…. آه حبي كم أنا سعيد برؤيتك أنت لا تعرف كيف كانت أيامي الثلاثة الماضية…. هل هذا هو الحي الذي تعيش فيه ؟… نعم..…. إذا دعني أحزر أين منزلك امممم لا بد انه ذلك المنزل…لا……. إذا ذلك…….لا ليس ذلك..…. حسنا بقي لدي احتمالا واحدا هل هو ذلك المنزل ؟….لا….حسنا أين هو إذا ؟…. انك تقف أمام منزلي أيها الأبله……. لا لست أبلها بل أنا احبك بجنون الم اقل لك إن الذي يحب لا حاجة له لدليل أو عنوان ألا ترى كيف أن قلبي أوقفني أمام منزلك…. حسنا دعنا ندخل أريد أن أضمك بقوة فانا مشتاق لك إلى ابعد الحدود
تعرف إلى عائلتي كان لقاء جميلا الجميع رحبوا به خير ترحيب حتى جاء وقت النوم وكنت انتظر بفارغ الصبر لحظة انفرادنا ببعضنا ضممنا بعضنا بقوة قبلنا بعضنا بشوق كبير…. حسنا لا بد أن أخاك منزعج الآن فانا سرقت منه سريره…. لن تسرقه فأنت لن تنام في سريره بل ستشاركني سريري ولن اسمح بغير ذلك…. لا تكن واثقا فانا سأنام في سرير وأنت في الآخر..…. ولما حبيبي ألست مشتاقا لي؟…. حسنا ولكنه نوع من الاختبار سننام كل واحد بسرير وكل منا ينتظر الآخر وسنرى أي منا سيأتي للأخر أولا…. حسنا ولكنني اعرف نتيجة الاختبار مسبقا..…. حسنا لنجرب إذالم تمض دقيقة واحدة حتى نهضت واستلقيت بجانبه……. اوو بهذه السرعة ؟…. قلت لك أنني اعرف نتيجة الاختبار فانا لا أقوى على بعدك دقيقة واحدة ألا تعلم بأنني احبك بجنون لا بد أنني احبك أكثر مما تحبني…. هل أنت واثق من انك تحبني أكثر مما احبك ؟…. لا اعرف ولكنني اثبت لك الآن أنني لا أقوى على بعدك فنهضت أولا وجئت إليك…. حسنا ربما نهضت وسرت إلي خطوتان لا أكثر ولكنني جئت إليك من مكان بعيد ألا ترى أنني أتفوق عليك ؟…. نعم حبي ولا تعرف كم أنا سعيد بما فعلت لأجلي أنا الآن واثق جدا بأنك تحبني بجنون ولكنني بت خائفا أكثر من أن أخسرك ذات يوملا ادري كيف بدأت دموعي تنزل بغزارة وأنا أضمه إلي بقوة…….هااى لا تبكي لما هذه الدموع ؟….لا ادري ولكنني اشعر بخوف كبير.مسح دموعي وعاد ليضمني من جديد وقال…. لما أنت دائم التفكير بهذه الأمور لما لا تسعد معي فقط واترك أي شيء آخر قد ينزع فرحتنانظرت إليه لأجده متجهم الوجه وقد اختلف لون وجهه.…. حسنا لا تنزعج مني لن اردد هذا القول مرة أخرى أريد أن أسعدك الليلةووضعت يدي بين فخذيه إشارة مني لبدأ وقتنا الحميملكنه نزع يدي بهدوء..…. لما تظن أنني اسعد معك فقط بهذه الطريقة يكفيني انك تنام بجانبي وان أضمك طوال الليل ولا أريد غير ذلك ولكنني أتضايق عندما أراك تبكي وتفكر بهذه الطريقةيا الهي لكنك تدفعني للبكاء كلما أظهرت لي حبك الرائع وعواطفك ومشاعرك الجميلة هذا ما قلته لنفسي وأنا أضمه إلي وغفونا وكل منا يحضن الآخر
…أمي, أريد أن أخبرك بشيء..…. حسنا ما بك؟….أريد أن أعود مع رامي..….ولم ستعود لم يمض من إجازتك إلا ثلاثة أيام..…. حسنا أمي لكنك لم تتركي لي المجال لأوضح لك أنا يجب أن اذهب لأنني سأعمل هناك فانا طلبت من رامي أن يبحث لي عن عمل حتى أساعدكم بالمصاريف…. ولكننا لم نطلب المساعدة فالخير كثير ولست بحاجة للعمل..…. أمي أنا أريد أن اعتمد على نفسي أرجوك أن توافقي وأنا اعلم جيدا انك تؤثرين بوالدي ولن يعترض إذا لم تعترضي أنت…. أظن أن هناك أمرا آخرا غير العمل و إلا لما أتى رامي إلى هنا لاصطحابك ألا يستطيع الاتصال بك..…. حسنا هو أراد زيارة مدينتنا والتعرف على عائلتي واصطحابي معه للعمل هذا كل شيءلكنني لاحظت أمرا غريبا كانت نظراتكم غريبة وكأن أمرا ما تخفيانه عناتلعثمت وارتبكت وبصعوبة جمعت كلماتي..…. أمي ما بك ؟ بم تفكرين ؟ …كنت خائفا جدا هل من الممكن إن أمي استطاعت تفسير نظراتنا. هل شكت بأمر علاقتنا ؟؟؟…. لا ادري هذا ما شعرت به ربما أوقعت نفسك بديون أو مشاكل أنت ورامي هذا….لا لا مشاكل اطمئني المسألة هي أنني ارغب بالاعتماد على نفسي وأنا أحببت المكان حيث اسكن وأصبح لي أصدقاء كثر هناك وأحب أن ألقاهم بأسرع وقتحصلت على الموافقة وغادرت مع رامي والسعادة تغمرنيالجزء الثالث :
منذ ذلك اليوم بدأ حبيبي يزورني في الجامعة كثيرا حتى لا يشعرني بأنني وحيدكان دائما يفاجئني بزيارته وأحيانا بأفكاره الرومانسية وهداياه الغير عاديةكنت اشعر بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها إلا أن نظرات رضا عندما كان يلتقي بنا سويا في الجامعة كانت مليئة بالكره والحقد وتخيفني كثيرا
أما عزة فكانت تحدق برامي كالمجنونة عندما تراه معي كانت أحيانا تتحدث عنه بطريقة تثير غيرتي وأحيانا تشعرني بالغرور والفخرعندما كانت تقول بأنه شاب فاتن وأنها لا تستطيع مقاومة جاذبيته الكبيرة كنت اشعر بالغيرة وأتوق لضربها على رأسها وأحيانا أزهو بنفسي حتى أكاد أقول لها انه حبيبينعم هذا الشاب الجذاب الذي يفتنك هو ملكي أنا وحديكانت تلح علي كثيرا لما لا تعرفني عليه دعني اجلس معكم عندما يأتي لزيارتك في المرة القادمة
…. رامي أعرفك بقريبتي وصديقتي عزة….أهلا سعدت برؤيتك لقد سمعت عنك الكثير…. حقا وماذا سمعت…. سمعت انك فتاة طيبة ومرحة…. وأنا عرفت عنك الكثير…. وماذا عرفت هل هناك احد يتحدث عني هنا في الجامعة ويفشي أسراري ؟…. لا أنت من اخبرني عنك…. حقا كيف ولم نتحدث قبل اليومحسنا اعرف انك طيب ومخلص لأصدقائك واعرف انك قوي جدا…. أنت تلمحين إلى تلك المشاجرة التي وقعت هنا….نعم واعرف أيضا انك جميل جدا….شكرا وأنت أيضا جميلة
لم اشعر بالغيرة أبدا وكنت واثقا جدا من أن حبيبي لا يرى غيري ولا يتسع قلبه إلا لي لهذا تركتها تحدثه كما يحلو لها واعتبرت ما يقوله رامي من باب المجاملةكانت عزة تلتصق بي كلما جاء رامي لزيارتي حتى بدأت أتضايق من وجودها معنالكن رامي كان يقول لا بأس فنحن لدينا أوقات كثيرة سويا دعها تجلس معنا قليلا
بالتأكيد كان لدينا أوقاتنا الجميلة التي ملأت أيامنا بالحب والفرح وهذا اليوم تحديدا من أجمل الأيامذكرى اعترافنا لبعضنا بالحب تاريخ لا أنساه أبدا الرابع من نيسان. كنت انتظره في البيت أتحرق شوقا لمعرفة إن كان يذكر هذا التاريخ وأريد أن اعرف كيف سيحتفل معي بهذه الذكرىانتظرته كثيرا فهو لم يعد من عمله بالوقت المعتاد لقد تأخر وبدأت انزعج من هذا التأخير واقلقكان ذلك صوت مفتاحه وبدأ قلبي ينبض بشدةفتح الباب ووجدني أقف بصمت متسمرا أمامه…. ما بك تقف هكذا ؟…. لا شيء…. ولما تبتسم هكذا هل هناك أمر ما ؟…. لا أبدا كنت انتظرك فقط…. حسنا لقد أنهكني العمل اليوم واشعر بالتعب ونسيت أن اشتري بعض الأغراض هل يمكنك الذهاب لجلبها ؟…. حسنا لا بأس سأذهبخرجت وقد أعطاني قائمة بأغراض احتاج لوقت طويل لجلبها ليس لكثرتها وإنما لبعد أماكن بيعها وكنت أقول في نفسي لقد نسي أهم ذكرى ربما لأنه مرهق من العمل لكن هل من المعقول انه لا يهتم لهذه الذكرى المهمة ؟ حسنا ربما أنا شخص رومانسي أكثر من اللزوماشتريت أغراضي وعدت إلى المنزل وعلامات الحزن على وجهيدخلت لأجد شيئا رائعا أماميكان قلبا كبيرا احمر اللون مكتوب عليه احبك إلى الأبد وكل عام, وأنت حبيبيكاد قلبي يقفز من صدري لشدة الفرح انه لم ينسى هذه الذكرى إذا ولكنه كان يخطط لمفاجأتيخرج من الغرفة واضعا يداه في جيبه واتكأ على حافة الباب مبتسما… إذا لما كنت واقفا بانتظاري عندما عدت ؟…. ما ألأمك؟ لأنني كنت أريد أن اعرف إن كنت تذكر هذا اليوم أو انك نسيته…. وكيف أنساه انه أجمل يوم في حياتي…. لكنك لم تكن محتاجا لإرسالي كل هذه المسافة في مثل هذا اليوم….حسنا ستعرف الآن لما أرسلتكأدخلني الغرفة لأجده ملأها بالورود والشموع وجهز هدية رائعة كانت علبة موسيقى بشكل قلب حفر عليها أول حرف من اسمينا واهم تاريخ في حياتيكانت هذه الأمور بقدر ما تفرحني إلا أنها تثير فيَّ الرغبة بالبكاء فانا لم اعتد على حب بهذا القدر وكنت دائما أخاف أن اخسرهقبلته بحرارة وضممته إلي بحب كبير…. أنت أجمل وأروع ما حدث لي في هذه الحياةكانت ليلة رائعة قضيناها في السرير التحمت بها أجسادنا كما التحمت قلوبنا أول مرة في مثل هذا اليوم…. لما لا ترتدي ملابسك أريد أن اذهب إلى مكاننا الخاص أريد أن أعيش اللحظات ذاتها مرة أخرى…. حسنا لكن إياك أن تثيرني مرة أخرى فانا لا أقوى على مقاومتك وأنت أتعبتني بما فيه الكفاية…. حسنا أنا أريد فقط أن اجلس معك وتخبرني كم تحبني
مرت الأيام والأشهر وحالنا كما هي وأوقاتنا تملأها السعادة والحب وبدأت اشعر بالاستقرار والهدوء وبدأت المتاعب تتلاشى من حياتي ووسادتي فقدت قدرتها على الكلامولكنني لم أظن يوما أن هذا الهدوء والسكون يخفي وراءه الألم الذي سيحطم قلبي إلى الأبد
…. رامي ما بك متغير أنت لم تعد تقضي معي وقتا طويلا كما في السابق…. أنا لا أرى أي تغيير حاصل لا زلت كما أنا…. حقا ألا تلاحظ انك تغيب عني كثيرا ولا اعرف أين تكونحتى انك لم تعد تحضنني كالسابق وتقبلني إلا إذا قمت أنا بذلك وبدأت تغفلني في السرير ولا تقترب مني…. أنت تتخيل ذلك…. حسنا لما لا تثبت لي ذلك الآن الم تشتاق لي ؟وبدأت أتحسس صدره وهو نائم بجانبيشدني إليه بذراعه دون أن ينظر إلي وقال…. بالتأكيد اشتقت لككانت لحظات تقت إليها كثيرا لقد مر أكثر من ثلاثة أيام ولم يقترب مني وكنت أتمنى أن تكون هذه اللحظات مليئة بالحب والشوق لتعوض عن هذا البعدلكنها كانت اقصر من أي وقت مضى اقل إثارة أحسست أن حبه وشوقه انتهى في اللحظة التي وصل فيها إلى الذروةأدار لي ظهره بعد أن انتهى وكنت انظر إليه مستغربا هذا التصرف الذي لم اعتادهوأحسست بضيق في صدري لم اشعر به من قبلوكانت وسادتي بانتظار هذه اللحظة لتبدأ غرس الشكوك في رأسي…. ألا ترى بان حبه بدأ يفتر…. ربما هو تعب لا أكثر…. لا انه لم يعد كالسابق أنت قلت منذ قليل بأنه لم يعد يضمك أو يقبلك كالسابق…. ربما يمر بمشكلة ما…. لما لم يعد يحضنك عندما يخلد للنوم كما اعتاد أن يفعللم استطع الإجابة كانت وشوشات وسادتي هذه المرة بوقع قوي جعلتني ابكي بصمت لأنني كنت خائفا جداوبدأت ألاحظ هذا التغيير الذي بدا واضحا أكثر مع مرور الأيامانه يغيب كثيرا عني ولا يخبرني أين يكون كان فاترا جدا في معاملتي لا يضمني أو يقبلني إلا إذا بدأت أنا ذلك حتى حديثه معي بدأ يقلوكلما عاتبته وسألته عن الأسباب كان ينفي أن هناك تغير حاصل وتظهر على وجهه علامات الغضب وأحيانا يغادر المنزل ويعود في وقت متأخركان أحيانا يغيب لوقت طويل وعندما أحاول الاتصال به يكون قد أغلق هاتفهبدأت اقلق كثيرا والأفكار تأكل راسي ووسادتي لم ترحمني أبدا…. لقد بدأت فرحتك بالزوال الم اقل لك أنها لن تطول…. هذا أمر طبيعي كل علاقة تمر بمراحل من الفتور…. لكنه لم يعد كالسابق ألا تظن انه مل منك أو ربما أنهكه العبء الذي يتحمله…. نعم ربما هذا صحيح سأحدثه اليوم وسأقنعه بأنني يجب أن اعمل
…. رامي أين كنت لقد قلقت عليك كثيرا…. كنت مع أصدقائي…. أي أصدقاء ولما لم تأخذني معك ؟…. أنت تعرفهم عادل واحمد ولو كان هناك مجال لاصطحابك كنت سأفعل…. رامي هل هناك مشاكل ؟…. لا أبدا…. ولكنني أحس بأنك مهموم وتبدو حزينا وأنا لا أحب أن أراك هكذا لم أتعود على رؤيتك هكذا…. لا لا تبدأ بتخيلاتك أنا فقط اشعر بالتعب…. ولكنك تقضي معظم وقتك في الخارج لما لا تبقى في المنزل وتستريح ؟…. لا تقلق أنا سأكون بخير…. حسنا حبي أريد أن أخبرك بشيء ولكن عدني انك لن تعترض…. حسنا ما هو…. أريد أن اعمل لأساعدك في المصاريف أنا لا زلت اشعر بأنني عبء ثقيل عليك…. حسنا إن كنت تريد ذلك فلا بأس ربما هذا أفضل للمستقبل
لم افهم ماذا قصد بأفضل للمستقبل ولكنني ظننت انه يمر حقا بمشاكل مادية ولهذا وافق على عملي بهذه السرعةبعد يومين من حديثنا كنت معه نقضي وقتا بالخارج عندما التقينا عادلسلم بحرارة وعاتب رامي على غيابه أنهما لم يلتقيا منذ أسبوعينكنت مصدوما مما سمعت هذا يعني انه كذب علي لقد اخبرني انه كان بصحبته قبل يومينوعندما سألته عن سبب كذبه ارتبك ولم يعد قادرا على الكلام ثم استجمع أفكاره…. حسنا كنت مع أصدقاء لا أريدك أن تعرفهم….ولما لا تريدني أن اعرفهم…. لأنهم ليسوا جيدين أصدقاء قدامى ولم اعد التقي بهم كثيرالم أناقش الأمر أكثر وأقنعت نفسي بما قالبدأت بالعمل وعدت كالسابق لا أراه كثيرا ولكنني كنت قد اعتدت على غيابه لأنه كان يغيب حتى قبل أن اعمل
مرت شهور أخرى ولا شيء تغير للأحسن لا زال كما هوكنت نائما إلى جواره تلك الليلة ولكنني استيقظت بوقت متأخر لأجد نفسي في السرير وحديشعرت بالقلق خصوصا أن المنزل هادئ جدا ولا اسمع صوتا لهخرجت من غرفة النوم لأجده يقف على النافذة في الصالة يتحدث بالهاتفكان حديثا غريباكان يتحدث بصوت خافت بطريقة تشبه كثيرا الطريقة التي كان يحدثني بها على الهاتف قبل أن ننتقل للعيش سويالم استطع الاقتراب منه وبقيت واقفا على باب الغرفة انظر إليه من بعيد والخوف يتملكني أحسست بأرجلي لا تقوى على حملي عدت إلى السرير والأفكار كموج البحرولم يغمض لي جفن حتى سمعته بعد وقت طويل قادما إلى غرفة النوم فاصطنعت النومواستلقى بجانبي وغط في نوم عميق ولكنني لم انم حتى بزوغ الفجركانت وسادتي تسألني…. لما أنت خائف الم تكن واثقا جدا من حبه ؟…. نعم ربما أنا مخطئ ربما كان حديثا عاديا…. عاديا!! في منتصف الليل وبهذه الطريقة الغريبة ؟….. اجل ربما هناك مشكلة طارئة كان يحاول حلها…. أنت مغفل افتح عينيك ولا تكن مخدوع إلى هذه الدرجة
في الليلة التالية لم استطع النوم لأنني كنت أفكر ربما أنا مغفل ربما سيعيد الكرة هذه الليلة قررت أن أتظاهر بالنوم وبعد مرور وقت تحرك وغادر السرير بهدوءما أن خرج من الغرفة حتى نهضت والدهشة تملأني والخوف من الحقيقة يكاد يقتلني اقتربت من باب الغرفة كان جالسا على الأريكة يتحدث بصوت خافت ولكنني أنصتت جيداولم استطع تحمل ما سمعت بدأت عيناي تذرفان الدموع وشعرت بنار تشتعل في جوفيكان يتحدث مع فتاة بحب كبير يخبرها كم اشتاق لها وعد الدقائق قبل أن يتصل بهالم استطع تحمل ما سمعت فخرجت من الغرفة لاقف أمامه مباشرة وحدق بي باندهاشاقفل الخط وقال لما أنت مستيقظ ؟…. أنا لم انم أصلا…. لما لم تنم ؟…. لأنني كنت انتظرك لتنهض من جانبي وتحدث تلك الفتاة على الهاتفولم استطع أن أكمل حديثي لقد خانني جسدي ولم اعد أقوى على الوقوف نزلت على الأرض والدموع تملأ عيني ووجنتي بدأت ابكي كالمجنون واسأل بصوت مكسور…… من هي تلك الفتاة؟ لما فعلت هذا؟كانت نظراته خالية من الحب كانت مليئة بالشفقة لا أكثر طلب مني النهوضلكنني لم استطع فرفعني وما إن وقفت حتى ضممته بقوة أرجوك حبيبي لا تفعل بي هذاكان يحاول نزع يدي عنه وكأنه لا يطيق ضمي له وقال… حسنا اهدأ…. أرجوك قل لي انك تتسلى لا أكثر قل لي بان ما سمعته مجرد لعبةتركني وبدأ بارتداء ملابسه وعرفت انه ينوي الخروج تشبثت به…. أرجوك لا تذهب ابق معي، إلى أين ستذهب؟وقفت أمام الباب محاولا منعه أرجوك لا تخرج بهذا الوقت ابق هنا لن أسألك شيء لن ابكي انظر إنني امسح دموعي، لا تذهب لا أريد أن أبقى وحديلكنه خرج رغما عني وتركني وحيدا لا شيء معي إلا دموعي وأفكاريحاولت الاتصال به لكنه لم يردلا ادري أين ذهب حبيبي كنت خائفا جدا ألا يعود إلي، ارتديت ملابسي وخرجت ابحث عنه في الشوارع وكل الأمكنة لا أريده أن ينام خارجا هذه الليلة أو ربما خفت أن يذهب إليها وألا يعود إليلكنني عدت إلى المنزل وحدي ولم انم حتى الصباح
لم اذهب إلى جامعتي فلا رغبة لدي بأي شيء اليوم حتى الطعامكنت اجلس قرب النافذة انتظر عودته لا بد أن يعود يبدو أنني أزعجته بالأمس لأنني استرقت السمع أو ربما لأنني أكثرت البكاء والأسئلة لا بد انه سيسامحني ربما تسرعت قليلا أو ربما فهمت الأمر بطريقة خاطئة .مر اليوم بطوله دون أن يأتي كان يوما طويلا جدا وكم شعرت بالاختناق ولم استطع مغادرة المنزل علّه يأتي في أي لحظة وبكيت إلى أن حل المساءسمعت صوت المفتاح في الباب نهضت عن كرسيي مسرعا….. رامي أين كنت ؟ حسنا لا أريد أن أسألك أنسى الأمر، هل أنت غاضب مني ؟ آسف حبيبي عدت للسؤال مرة أخرى ، لما لا تسترح قليلا لا بد انك لم تنم جيدا اذهب واسترح وأنا لن اذهب إلى أي مكان سأكون هنا معك اطلب ما تشاء وسأفعله من أجلك
…. حسنا اهدأ أريد أن أتحدث معك…. حسنا أنا هادئ وان أردت تأجيل حديثنا لا بأس لكن لا تغضب مني….لا سنتحدث الآن ولكن دعنا نذهب إلى مكان آخر…. نذهب إلى مكاننا الخاص ما رأيك؟…. لا لا أريد الذهاب إلى هناك…. حسنا كما تريدكنت جالسا بجانبه في السيارة والخوف مما سيقوله يكاد يقتلني كنت امسك بذراعه طول الطريق وكأني أحس بأنها المرة الأخيرة التي سأمسك بهاأوقف سيارته في ذلك المكان البعيد وكأنه أراد أن يعزلني عن أي شيء وأي مكان لنا فيه ذكرىشعرت بالخوف في هذا المكان لكنني ادعيت غير ذلك كنت أريد أن ألطف الأجواء المتوترة أو ربما أردت أن استعطفه…. أتعلم انه مكان جميل لما لم تحضرني إلى هنا من قبللم يجبني ولم ينظر في عيوني ضممته من الخلفنزع يدي عنه وجلس على الحافة الإسمنتية لحوض الزهور وجلست بجانبه يفصلنا سنتيمترات قليلة لكنني أحسست أنها أميال حتى أنني لم أجرؤ على لمسه أو الإمساك بيده كنت خائفا جدا لأنني بدأت اشعر أن لمسي له يضايقهنهضت ووقفت أمامه أتعلم؟ لقد اشتقت للخروج معك أنا سعيد لأننا هنا معاولهذا عندما نعود إلى البيت سنصنع وجبة لذيذة ونأكل سويا ما رأيك؟نظر إلي بعيون مشفقة ونظرات لم أحبها لم اعتد عليها…. أنا سأترك البيتلم اعرف ماذا أقول بدأت بالبكاءصرخت في أعماقي بصوت مكسور هل ستتركني وحدي هل ستتخلى عنيكان لساني لا يقوى على النطق ولكن قلبي كان يقول لا لا تقل هذا.….اسمع ..أنت غاضب فقط وسيزول غضبك واعدك لن أغضبك أبدا….لا لست غاضبا أنا أريد أن أتزوج….لا مستحيل أن تكذب لكنك تحبني أنا أليس كذلك؟ الم تقل لي انك لا تحب الفتيات وانك ستظل …. تحبني إلى الأبد….. لكنني الآن أحب فتاة وسأتزوجها….. لكنك قلت انك عندما تكون معي لست بحاجة لشيء آخر….. لكنني لا أستطيع التخلي عنها أنا أحبها كثيرا….. لا اسكت لا تقل هذا لا أريد أن أسمعك تقول هذا أرجوك أنت تحبني أنا….. لا أنا أحبها هي….. اخبرني من هي هل اعرفها ؟….. نعم تعرفها جيدا….. من هي ؟….. عزة….. عزة!! هل تقصد عزة صديقتي….. نعم هي….. لا أنت تكذب كيف تكون عزة ؟ أنت لا ترى عزة ولا تعرفها جيدا….. بل أراها أنا التقي بعزة يوميا…. ألهذا لم تعد عزة تقضي وقتها معي لأنها كانت تذهب للقائك….. نعم كنا نلتقي بعد أن تنهي محاضراتها….. هذا يعني انك عندما كنت تزورني في الجامعة كنت تأتي لأجلها وليس لأجلي؟لما أنت صامت اجبني هل كنت تكذب علي ؟ حسنا وما المهم لقد كذبت علي من قبل الم تقل انك تحبني كما أنا وانك لا ترغب بالفتيات؟ الم تقل انك لا تحتاج لشيء آخر غير الذي أمنحك إياه؟ الم تعدني بأنك ستكون معي إلى الأبد؟ لما كذبت علي لما سمحت لي أن أعيش الوهم معك؟أرجوك رامي قل انك تمزح قل انك غاضب مني وتريد معاقبتي ولكن لا تقل انك خدعتني كل هذا الوقت لا تقل انك ستتركننيألا ترى باني تخليت عن كل شيء لأبقى معك أنا الآن لا احد لي غيرك في هذه الدنيا أرجوك قل أي شيء قل انك تحبني أنا وحدي ولن تتخلى عني….. اسمع أنت لم تفقد شيء لا زالت الحياة أمامك يمكنك البدء من جديد…. لا لقد بدأت حياتي معك ولا أظن أنني أستطيع بدء حياة أخرى أنت أصبحت كل شيء بالنسبة لي…… اسمع لا تبكي هكذا ربما مر احد من هنا لا أريد أن يرانا احد بهذه الصورة….. الآن دموعي لم تعد تهمك الم تكن تكره رؤيتها في عيني الم تكن تمسحها بيدك الآن ما يهمك هو الناس وما سيقولونه لما تغيرت فجأة ؟امسك يدي لينزعها عنه لا أستطيع البقاء معك يجب أن اذهب تعال لأوصلك إلى المنزللا لا أريد اتركني هنالا يمكنني أن أتركك هنا تعال لأعيدك إلى البيتولما لا تستطيع تركي هنا فهذا المكان كأي مكان آخر لم تعد موجودا فيهأنت قررت تركي إلى الأبد إذا لا يهم أين تتركني الآناذهب ودعني هنا فلم تعد الأماكن الأخرى تعنيني هذا المكان هو بداية لحياة بدونك
جلست وحيدا في ذلك المكان المخيف كانت نسمات الهواء باردة وجفاف عروقي من جفاف المكان ودموعي هي من تواسيني في تلك اللحظات القاسيةأحسست أن العالم مهجور تسكنه الأشباح التي سرقت ألوان الفرح من حياتينهضت لأسير بخطوات مثقلة حائرة لا تعرف إلى أين تذهب مشيت طويلا وأنا أفكر بما حدث وكيف حدث هل كان خطأي أنني عرفته عليها أم أنني كنت غبيا منذ البداية عندما توهمت ذلك الحب الكبير لما حدث هذا كله لما تغير فجأة لا يمكن أن يكون قد كذب منذ البداية لا مستحيلعدت إلى المنزل بقلب محطم ورأسي يكاد ينفجر من التفكير ودموعي لم تجف طوال الليلفي تلك الليلة خلدت إلى فراشي وحدي كان السرير فارغا باردا والوحدة بدأت تدق أبواب قلبيلم استطع مواصلة حياتي كالمعتاد لم اذهب إلى جامعتي ولا أظن أنني سأذهب إلى العمل لم تعد لدي رغبة بفعل أي شيءكنت مستلقيا في سريري ووسادي مصدومة كما أنا لا تقوى على الكلام وكأن دموعي التي شربتها سدت حنجرتها إلى الأبددخل بهدوء وصمت لم يتحدث معي وبدأ بجمع أغراضه وأنا أراقبه بصمت والحزن يكاد يقتلني شعرت بقلبي يتوقف عن النبض انه عازم على الرحيل….. رامي هل ستذهب الآن ؟…. نعم….. ولن أراك أبدا ؟….. لا سنظل أصدقاء بالتأكيد وسنلتقي أعدك….. ولكنني أريدك حبيبا وليس صديقا….. أرجوك توقف ولا تتحدث هكذا….. الهذه الدرجة تزعجك كلمة حبيبي ؟….. أرجوك أنا لا أريدك أن تتعذب هذا كل شيء….. ولكنني أتعذب حتى وان صمتت ألا تعلم كم احبك؟ الم أخبرك دائما بأنني لا أقوى على العيش بدونك وأنت وعدتني بالا تتخلى عني أرجوك رامي ابق لا تذهب لقد رجوتك كثيرا ألا تؤثر بك دموعي أريدك أن تفكر بالوحدة التي سأشعر بها بعد ذهابك أنت تعلم أنني تخليت عن الجميع لأجلك إذا ذهبت سأبقى هنا وحيدا بين هذه الجدران الأربعةاقترب مني ومسح الدموع من عيني وقال بعد صمت اسمع لا تعذب نفسك أكثر لا بد أن ينتهي ما بيننا يمكنك أن تعيش حياتك بدوني صدقني….. حسنا لدي رجاء أخير قبل أن تغادر….. حسنا ما هو؟….. ابق ولو لليلة واحدة لا تذهب الآن إنني أرجوك إن كنت لا زلت تهتم لدموعي ابق….. حسنا سأظل هذه الليلةكنت آمل أن تتحسن الأمور لو حدثته هذه الليلة ربما أقنعته بالعدول عن الفكرةلكنه فاجأني عندما اخذ أغطيته لينام على الأريكة في الصالةيا لهذه القسوة التي تملكته لم يكن قاسيا هكذا من قبل لطالما كان لدي الخوف من أن يتركني لكنني لم أتخيل انه سيكون بهذه الطريقة القاسية والسريعة…. رامي لما ستنام هنا ؟ أرجوك تعال إلى جانبي واعدك لن اقترب منك….. دعنا ننام هكذا لان هذا أفضل لكلينا….. حسنا لكنني سأظل هنا إلى جوارك أنت تعلم أنني دائما الخاسر في الرهان أتذكر عندما راهنتني أينا سيأتي لسرير الآخر….. اذهب ونم في سريرك…..لا لن اذهب سأظل هنا جالسا على الأرض ولا تخف لن اقترب منك أكثر سأظل انظر إليك طوال الليل أنا أحب أن انظر إليك عادتي ولن أتخلى عنها أحب أن انظر في عينيك….. حسنا ولكنني أريد النومساد صمت قصير ولكن النار في جوفي لم تهدأ أحسست بأن أنفاسي لا تسعفني يا لهذا الشعور بالخيبة والألم والوحدة رغم انه بجواري…. أريدك أن تخبرني كيف تقربت منها وكيف شعرت بالحب تجاهها…. لا أريد الحديث عن هذا أرجوك لا تزيد الأمر صعوبة….. هل أحببتها أكثر مني ؟ يا له من سؤال غبي بالتأكيد أحببتها أكثر منيولكن كيف شعرت تجاهها هل قبلتها يوما ؟….. إذا واصلت طرح هذه الأسئلة سأغادر الآن….. حسنا لن اسأل عن شيءغطى وجهه وأسندت رأسي على حافة الأريكة وبدأت بالبكاء علَّ هذه الدموع تخمد نار, الألم في جوفي وكان قلبي يسأله ما الذي أحببته فيها؟ لما عرفتك عليها؟ كان قلبي يئن كلما تخيلته يقبلها أو يعترف بحبه لها وكان يسأل بانكسار هل اصطحبتها إلى ذلك المكان أم انك اخترت لها مكانا أجمليا الهي كيف أمكنك النوم هكذا دون اكتراث بيأردت أن المسه أن أتحسس وجهه لآخر مرة أن اقبله لكنني لم استطع كان بالرغم من قربه بعيدا عني أحسست انه لم يعد ملكي فانا خارج قلبه الآن وخارج فكره ولا يحق لي أن اقترب منهلكنني لم استطع إلا أن امسك يده واقبلها بلطف واضع كفه على خدي لاحس بدفئها لآخر مرةغفوت كما أنا جالسا على الأرض ووجنتي فوق كفه الدافئة حتى شعرت به يتحرككان الصباح قد حل ونهض ليبدل ملابسه ولم يحدثني أبدا حتى لم يقل صباح الخيرجلست على الأرض عند قدميه وتوسلته من جديد أن يبدل رأيه لكنه لم يعرني أي اهتمام حتى انفجرت كالبركان لأنني لم اعد أقوى على الاحتمالسأخبر عزة بكل ما حدث بيننا سأخبرها بأنك في الوقت الذي كنت تلتقيها فيه كنت تقضي لياليك إلى جواري في السرير سأخبرها بأنك خنتها من قبل أن تتزوجها ومعي أنا تحديداحسنا افعل ما تشاء لا يهمني حتى وان أفسدت علاقتي بعزة فهذا لن يغير شيء سأتركك في كلا الحالتينحسنا لا يهمني إن كنت سأخسرك سأفعل أي شيء
خرجت والغضب يملأني والحزن نال مني وكنت عازما على قول كل شيء لعزةولكنني ما إن سرت قليلا حتى بدلت رأيي فانا لا أقوى على أذيته لا أريده أن يخسر حبه كما خسرت أنا حبي لا أريده أن يتعذب أو يبكي أو يشعر بالوحدة لا أريد أن أراه حزينا أبدافليتركني ويسعد بحياتهعدت إلى المنزل لأجده جالسا والحزن يملأ قلبه…..هل أخبرتها ؟…… لا لم افعل ولن افعل اذهب من هنا واسعد بحياتك (أمسكت وجهه بكفيّ) لا أريدك أن تحزن أو تبكي ولا أريدك أن تخسر حبك اذهب من هنا واتركني بلا شيءحمل حقيبته وهم بالخروج…. لكنك نسيت هذا الدفتر….. لا أنا تركته لك….. ألا تريد أخذه انه دفترك لقد كتبت فيه أشياء جميلة لأجلي خذه لتتذكرني على الأقل….. لا أحتفظ به إن أردت، أتلفه أو تخلص منه افعل به ما تشاءوقف عند الباب ونظر إلي ثم قال…. لا تحزن لا أريدك أن تحزن ستكون سعيدا بدوني وسيكون لك حياة جميلة أنا واثق…. حسنا اذهب الآن
غادر حبي وكنت اعلم جيدا انه لن يعود أبداغادر تاركا أرتالا من الحزن تكدست في قلبي الصغير
بعد مرور وقت قصير عدت إلى منزل والدي لأقضي الإجازة معهم كنت كما لو أنني شخت فجأة واختفت كل أشكال السعادة من وجهي ولم اعد آكل أو استمتع بوقتي لا أحدث أحدا والكل يتساءل عن سبب هذا التغير لقد نقص وزني كثيرا وأمي بدأت تقلق وتلح علي لأخبرها ماذا يحدث معي ولكنني آثرت الصمت فانا لا أستطيع البوح بما في داخلي
لقد مر أسبوع على وجودي في منزل والدي عندما أرسل لي والد عزة يطلبني لأمر ماذهبت رغما عني فانا لا أقوى على رؤية عزة ولكنني أقنعت نفسي بأنها لا ذنب لها بما يحدثدخلت وقد تجمع إخوتها ووالديها وأحسست أن أمرا ما يحدث معهمثم تحدث والدها لقد تقدم لعزة شاب وأريد أن أسألك عنه فقد أخبرتني عزة انه صديقكعرفت الآن لما أرسلوا لي ومن هو ذاك الشاب كدت انفجر بالبكاء أمامهم ولكنني تماسكت….عن أي صديق تتحدث….انه رامي قالت عزة انه صديق مقرب منك ما رأيك فيه ؟…..نعم هو صديقي المقرب انه شاب جيد…..أتظن انه مناسب لعزة ؟….نعم بالتأكيد انه شاب جيد يعتمد على نفسه يعمل جيدا وهو طيب وخلوق والجميع يحبه وأظن انه يحب عزة كثيرا هذا ما فهمته من حديثي معه…. لقد أرحتنا يا بني ولا ارغب بأن اسأل احد غيرك فأنت ثقة بالنسبة ليغادرت منزلهم ولم أقوى على كبت ألمي وحزني فانفجرت بالبكاء طوال الطريقحبست نفسي في غرفتيوما إن اسندت رأسي إلى وسادتي حتى بدأت وشوشاتها المعتادة…. لما لم تخبرهم بالحقيقة ؟…. وما الفائدة ؟…. ربما كان من الأفضل ألا تخدعهم ألا تظن انه من الممكن ألا تسعد معه تلك الفتاة المسكينة؟…. لا أظن ذلك هو يحبها كثيرا الم تري كيف تركني لأجلها بعد كل هذا الحب والتضحياتربما لو أخبرتها الحقيقة ستكون صدمتها كبيرة فهي تحبه….. ربما خانها في المستقبل كما خانك….. لا أظن. انه يحبها أكثر من أي شيء هو قال ذلك واظنه صادق الم تري كيف تخلى عني ببساطة ولم يكترث لحالي…. الم اطلب منك ألا تتسرع وألا تقع في حبه ؟….. نعم ولكنني لم استطع وحدث ما حدث…. لقد انتهى كل شيء إذا ؟…. لا ادري ربما سأنساه مع الوقت وليسعد هو مع من يحبالجزء الأخير :
كنت اجلس في زاويتي المفضلة في جامعتي والحزن يملأ قلبيوقف رضا أمامي بكل عجرفة وغرور وألقى أمامي بطاقة دعوةكان يبتسم بشماتة هذه دعوة لحضور زفاف راميبالكاد استطعت رسم ابتسامة على وجهي…. حسنا نسيت أن العروس قريبتك وصديقتك المقربة ولست بحاجة لبطاقة دعوةقال هذا وغادركم كان قاسيا ومتعجرفا. حملت البطاقة وغادرت المكان لأنني بدأت اشعر بالاختناقنظرت مطولا إلى البطاقة والحزن يملأ قلبي قرأتها مليون مرةتحسست حروف اسمه والدموع تملأ عيني
اليوم موعد زفافهكان لا بد من حضوري العرس فعزة قريبتي ولا يمكنني الاعتذاردخلت إلى الحفل وخطواتي مقيدة بأثقال واشعر بجسدي البارد كأنه بلا روح . كنت أسير باتجاه المنصة كمن يمشي إلى منصة الإعدامانظر في وجوه الحاضرين تعلوها الابتسامات والفرح يقفز في كل اتجاه إلا باتجاه قلبي الذي خاصمه الفرح بعد الآنكنت اجتهد لأرسم ابتسامة على وجهي أجامل بها الحاضرينمددت يدي لأسلم ولكن صوتي اختنق ولم اقوَ على نطق كلمة مبروك أحسست أن صرخة دفنت في جوفي ولا يمكنني أن افتح شفتي فتخرج وفي عيني احبس دموعا أوشكت أن تنفجرضممته وهمست بأذنه انتبه لها إياك أن تؤذها فقلبها اضعف من قلبيلم استطع البقاء وأنا أراهم يرقصون على جرحيخرجت ولا ادري إلى أين اذهب سرت في الشوارع وشعرت بأنها خالية ولا مكان يمكنه أن يتسع للحزن في داخلي يقتلني الألم والندملكنني رغم كل شيء لا زلت أتوق لرؤيته فعدت أدراجيأسندت كتفي إلى عمود الإنارة كنت انتظر خروج حبيبي من القاعة مع عروسه لأرى فرحته وسعادتهكان في غاية الوسامة والسعادة بادية على وجهه لم ادر كيف أجهشت بالبكاء بلا سيطرةحتى لفتت انتباه ذلك العجوز (البائع المتجول)تقدم مني ما بك يا بني؟ لما تبكي….لا شيء…..نظر إلى حيث انظر ثم هز رأسه هل أنت من أقارب العروسين؟….لا…..لقد عرفت ما بك انه الحب أليس كذلك ؟لم اجبه…..يا بني لا تحزن فان هذه مشيئة الله لا بد أن يعوضك الله بعروس تناسبك دعها تسعد مع زوجهانظرت إليه وعيوني غارقة بالدمع وسرت مبتعدا أحدث نفسينعم انه الحب لكنك لم تفهم حبي أيها العجوز ربما لو عرفت الحقيقة لما واسيتني ربما احتقرتني كالآخرينلكنك محق سأدع حبي يسعد بحياته مع الشخص الذي اختاره وسأضيع أنا في هذه الدنيا الغريبة
جلست في غرفتي اقلب صفحات ذاكرتي كنت مشتاقا له كثيرا وكنت أفكر كيف يسعد الآن مع زوجته وكيف حصل على حب لطالما اخبرني انه لا يحتاجه ولا يرغب بهونسي أنني أعطيته كل ما لدي ولم يترك لي إلا حروف اسمه على جدران غرفتي وذكريات معلقة في الزوايا وأوراق خبأتها في صندوقيلا أريدها خذها كلها لا تترك لي شيء يذكرني بك ألقيتها في أرجاء الغرفة بعثرتها هنا وهناك لا أريد أوراقك ولا هداياك لا أريد أن أتذكرك في كل زاوية لا أريد أن اقرأ حروف اسمك على الجدران أريد أن أنساك إلى الأبدلا لا يمكنني التخلي عنك سأحتفظ بها هي كل ما بقي لي منك لا أريد أن اخسرها هي أيضالملمتها من جديد وخبأتها في خزانتي
تغيرت حياتي منذ ذلك اليوم لم اعد ادرس بالجامعة والعمل لم يكن جيدا لا أستطيع العيش في ذلك البيت كان لا بد أن اتركه واترك فيه كل الذكريات الجميلة ودعته كما لو أني أودع حبيبي للمرة الثانية في هذه الزاوية جلسنا وهنا توسدت ذراعه وفي هذا المكان ضحكنا وهنا جلسنا نشاهد التلفاز وهنا أيضا قبلني وضمني هناك وعلى هذا السرير تشاركنا الحديث والمزاح والأوقات الحميمة هنا كتبت حروف اسمه وهنا شهادة حب معلقةأودعك أيتها الزوايا وأودع اللحظات الجميلة سأغادر لا ادري إلى أين ولكنني لملمت بعض الذكريات لاحتفظ بهامر الوقت بطيئا قاسيا وبارد لم استطع زيارتهم طوال الفترة الماضية فأنا لا اقوَ على رؤيته سعيدا مع غيريرغم أن عزة كانت تتصل وتعاتبني على عدم الزيارة إلا أنني كنت أتحجج بانشغالي بالعمل
كنت اسند رأسي إلى وسادتي وعاتبتها أنا أيضا لما لم تعد تحدثني….. هذا لان حديثي معك بلا فائدة فأنت دائما تفعل ما تريد ولا تستمع لنصائحي….. أريد أن تساعديني أرجوك…. وماذا تريد…. لا يمكنني الاستمرار بحبه لأجلنا جميعا أنا وهو وعزة يجب أن أتوقف عن حبه وان الغي كل الذكريات….. حسنا هذا جيد ولكن كيف؟….. ربما يجب أن ابحث عن حب جديد ينسيني إياه….. وأي حب؟ أتريد أن تتألم من جديد….. وما أدراك ربما يكون حبا حقيقيا هذه المرة….. افعل كما فعل هو.. تزوج هذا أفضل….. لكنك تعرفين إنني لا ارغب بالفتيات فكيف أتزوج .. ليتني أتغير ليتني كنت مثله بقلبين….. إياك أن تبحث عن حب مستحيل آخر….. سأحاوللا ادري كيف فكرت بهذه الطريقة ولا ادري كيف يمكنني أن أجد الحب الجديد الذي ينسيني رامي .. ظننت أن الأمر سهلالكن حبي له لم يكن مخطط له بل جاء هكذا دون إنذار مسبق ولا أظن أن هذا سيحدث من جديدلكن يأسي وحزني وألمي الكبير دفعني إلى هوة عميقةلقد التقيت بشبان كثر لأصبح سلعة لديهم يشبعون بها غرائزهم ثم يمضون في حال سبيلهمكان الندم يقتلني بعد مرافقتي لأحدهم .. لم أجد الحب بل أوقعت نفسي بالرذيلة لا أكثرناجيته مرات اسأله لما فعل بي هذا لما حوّلني إلى ما أنا عليه الآنكانت وسادتي تشعل بي نار الألم والندم كلما أسندت رأسي عليها….. ألا ترى إلى أين أوصلك هذا الحب البائس ؟ وكيف انغمست بالقذارة….. نعم أنت محقة ولكنني يائس….. لا تبرر ما فعلت فلا شيء يعطيك الحق لتفعل هذا….. محقة أنت فما افعله الآن لن ينسيني إياه بل سيزيد ني شوقا له لأن ما كان يحدث بيني وبينه كان بدافع الحب فقط….. انظر إلى أين أوصلك حبك المستحيل…..لا تلفظي هذه الجملة لقد اخبرني حبيبي ذات مرة أن حبنا مستحيل لكنه سيجعله ممكن واظنه خدعني بذلك…. لما لا تزال تسميه حبيبك ؟لأنني لا زلت أحبه إلى الآن ولن أنساه أبدا….. لكنه نسيك منذ فترة طويلة الم يقل أنكما ستبقيان أصدقاء وانه سيزورك لكنه حتى لم يتصل بك…. نعم لكنني كنت اعرف انه سيغادر بلا رجعةلما تبكي هل أنت مشتاق له ؟…… نعم آه لو تعرفين كم أنا مشتاق له أريد أن اخبره بما حدث معي وكيف أعيش الآن من بعدهأريد أن اخبره بما فعله الفراق بي وكيف أعاني من الوحدة وكيف وقعت في هوة البؤس والرذيلة….. إياك أن تفكر بالذهاب لرؤيته وإخباره….. كأنك تقرأين أفكاري ولما لا اذهب؟….. لأنه بالتأكيد لا يرغب بالحديث عن هذا الأمر فهو نسيه ولا يريد أن يتذكرحسنا سأذهب لأراه ويحدثه قلبي ولو من بعيد
ذهبت وانتظرت أمام بيته أردت أن أراه ولو من بعيد مرت ساعات وساعاتوأخيرا رأيته يخرج من منزله كان كعادته وسيما جدا أردت الإسراع وضمه إلي لكنني لم استطعركب سيارته وغادر ورحلت أنا مع قلبي المكسوراعتدت فعل ذلك كل يوم كنت انتظر دخوله وخروجه من المنزل لأتمكن من رؤيته ولم أجرأ على الدخول رغم أن هناك ما يسمح لي فقرابتي وصداقتي لهما تسمحان لي بالزيارة إلا أني فضلت أن أراه من بعيد
كنت أقف في مكاني المعتاد أراقب المنزل من بعيد عندما رن هاتفي النقالإنها عزة….. أين أنت ؟….. ما بك لما تبكين ؟….. انه رامي….. ما به ؟….. انه في المستشفى لقد تعرض لحادث بسيارتهلقد أحسست بقلبي يتوقف وأنفاسي لم تسعفني وشعرت بالضيق ولا ادري كيف بدأت اركض ولا اسمع ما تقوله عزة على الهاتف ركضت باتجاه المستشفى كالمجنونأردت رؤية حبيبي والاطمئنان عليهوجدت عزة في حالة بائسة والجميع موجودون ورضا هناك يرمقني بنظرته المعتادة لكنني لم اشغل فكري به فهناك أمرا أهم بكثير يشغلني الآنكنت يائسا محطما أحسست أن حياتي على وشك الانتهاء خانتني ساقي فلم اعد قادرا على الوقوف جلست على الأرض وأجهشت بالبكاء حتى تجمعوا كلهم حولي يواسوني ويطلبون مني أن اهدأكانت عزة إلى جانبي تبكي وتواسيني في ذات الوقت…. أنا اعلم كم تحبه لكنه سيكون بخير اطمئن….. أنا خائف جدا أريد أن اطمئن عليه الآن….. لم أتصور انك تحبه إلى هذه الدرجة….. انه اعز إنسان على قلبي انه صديقي الوحيد….. نعم أنا اعرف ذلك جيدا أرجوك اهدأ ودعنا ننتظر خروج الطبيبيا الهي إنها تواسيني بدل أن أواسيها
مر خمسة أيام وأنا لم أغادر المستشفى كنت اجلس إلى جواره طول الوقت الكل يغادر ويعود يذهبون للراحة والأكل أما أنا فلا أتحرك من مكاني أبدا حتى أنني لم استحم طوال الخمسة أيامكنت اجلس على الكرسي بجانب السرير ورأسي مسند إلى السرير وغفوت قليلاشعرت بيد تداعب شعري . رفعت رأسي لأجده فتح, عينيه وكفه تداعب شعرينظر إلي ثم نطق بصعوبة … ماذا تفعل هنا ؟انتظر أن تصحو واطمئن عليك….. منذ متى وأنت هنا ؟….. منذ خمسة أيام لا تتحدث يجب أن اذهب لأخبر الطبيب انك استيقظت….. لا احد هنا غيرك ؟…. لا احد، سيأتون عما قريبأمسكت كفه وقبلتها فسحبها من يدي ووضعها إلى جانبه على السرير….. حسنا هذه قبلة للتهنئة بالسلامة لا أكثرابتسم كأنه يواسينيخرجت لأبحث عن الطبيب فوجدت عادل واحمد عند الباب وأخبرتهم انه استفاقعدت من عند الطبيب لأجدهم واقفين إلى جانب سريره ووقفت أنا في الجانب الآخرنظر إليهم ثم قال أتعلمون شيئاهذا أروع وأطيب إنسان عرفته حتى الآنلم استطع منع دمعتي من أن تنزل على وجنتي وقلت في نفسي لا تقل هذا أرجوك وكم تمنيت لو انك قلت هذا أكثر شخص أحببته في حياتيقال عادل : أتعلم انه لم يفارقك لحظة واحدة لقد رجوناه أكثر من مرة أن يذهب ويستريح أو يستحم إلا انه رفضدخل الطبيب وأنهى حديثنا هنا
عدت في اليوم التالي كان نائما جلست أتأمل وجهه واشكر الله لأنه لم يحرمني منهلا أريد أن افقده لا أريد أن يحدث له مكروهاقتربت منه وأمسكت بيده يا الهي كم اشتقت للمسها قبلتها وتحسست وجهه برفق أردت أن أضمه بقوة انه حبيبي الذي لم أنساه لحظة لازال يحتل قلبي وفكريفتح عينيه بهدوء ونظر إلي بصمت ولمعت عيناه بالدموع أحسست بأنه يريد أن يقول شيئاوكأنه أراد أن أسامحههم بالكلام لكنني طلبت منه الصمت لا تتكلم لا تتعب نفسكهمس لي لما أتيت ؟لم اجب كان قلبي يقول ألا تعلم لماذا أتيت؟ ألا تعلم بأنني احبك أكثر من نفسيأجهشت بالبكاء لم استطع منع نفسي فقلت….أنت أهم شخص بالنسبة لي أنا لا أستطيع أن أعيش بدونك إذا ما أصابك مكروه ربما سأتخلى عن الحياةلا ادري كانت عيناه تقول ما تمنيت أن اسمعه.. أنا افهم عينيه جيدا لكنه كان صامتا بحزن…. لا تقلق ولا تفكر بي كل ما أريده هو أن أراك أن أحدثك أو أشكو لك هما يؤرقني أنت تعلم أنني اعتدت أن أبثك همومي ولا احد غيرك يسمعني .. وان تسعد بحياتك هذا اكبر همي….. أرجوك لا تقل هذا لا يمكنك أن تظل هكذا متعلقا بي عليك أن تبدأ حياة جديدة بدون راميفي تلك اللحظة دخلت عزة قبلته ومازحتهرغم أنني كنت سعيدا بسعادتهم إلا أني شعرت بالغيرة فكم تمنيت أن أضمه أو اقبله
خرجت بسرعة والدموع تفيض من عيني نعم لا يحق لي التواجد هناك انه لها ملكها لا يمكنني أن اظهر في حياته من جديد لا أريد أن أعذبه أو أعذب نفسي لا أريد أن أتعامل مع عزة وكأن لا شيء حدث في الماضي بيني وبينه أحس بأن هذا خداع لا تستحقهخرجت وسرت بالشوارع كانت خالية رغم كثرة الناس مررت بأماكن كثيرة زرناها وشوارع سرنا بها سويا ومقاعد تشاركنا ها وكل ذكرياتي انتشرت في السماء حتى اخفت النجومذكرياتي مع حبيبي كثيرة أحسست أن قلبي لا يستطيع تحملهاذهبت بسرعة لمنزلي أخرجت صندوقي وأحرقت كل الأوراقلا هذه سأبقيهاوالهدايا أتلفتها لكن هذه أيضا لا يمكنني إتلافهاكان ملاك الحب ذو القوس والسهم وورقة كتب عليها معا إلى الأبدحملتها وخرجت لأجد نفسي هناك عند الجرفتحسست العشب هنا استلقينا وهنا تحدثنا هنا مازحني وهنا وعدني بأن يكون ليوهنا صرح لي بحبه وهنا سلمته نفسي هنا شكونا همنا ومسح دموعا من على وجنتي هنا رأينا العالم بألوان قوس قزح هنا أحببت هذه المدينةوهنا أتمنى أن أموتووقفت انظر للمدينة وأحسست أنها المرة الأخيرة التي سأراها ربما سأغادر العالم بلا رجعةصرخت بأعلى صوتياحبك ولا أستطيع نسيانك احبك بكل جوارحي لما فعلت هذا بيأردت أن يسمعني العالم كله قبل أن أغادرقبل أن اترك عمري وارحل إلى المجهولصنعت حفرة صغيرة ووضعت فيها الورقة وفوقها ملاك الحب وصورة له وأهلت التراب عليهاهنا سأدفن حبي في المكان الذي ولد, فيهسأرحل الآن حاذفا دموعي ، لاغيا قلبي، لابسا إنسانا لم يتعود الحب والشقاء إنسان لم يعرفك وأطلق له العنان ليفارقك ويفتتح الفراغ الممتد بقصيدة مكسورةإنها المرة الأخيرة التي ترتسم فيها صورتك داخل مجال العينوداعا … من أين هذه النقاط الساخنة ؟ من عينين!نسيت أن لي عيونا وأنا القي عليك نظرة الرحيل .. سأتركك وابقي ظلي ليحتفظ بدفء مكاني واختفيأنا الآن ذاهب رافضا نفسي وأحلامي ذاهب لالتقاط القليل من الراحة ومن العمرأضيء الشموع على خطواتي واذكر وجهي في صلواتك
قصص جنس – النيك الساخن مع شرموطة مطلقة محرومة من الزب و ساخنة - موقع مترجم
اجمل نيك لواط مصري مع سالب بنوتي في القاهرة - موقع مترجم
قصص نيك محارم أنا و خالتي هالة أم كس نار - موقع مترجم
قصة لواط – استادي اغتصبني احلى اغتصاب و فتح طيزي - موقع مترجم
قصص سكس متزوجين – زوجتي هائجة على زبي و انا اجامعها بكل قوة و انيكها – الجزء الاول - موقع مترجم
كدت أجلس في حضنه فأشعل في نار محنة المثلية لنتناك مع بعض – قصص سكس لواط - موقع مترجم
قصص سكس عربى | الموظفة الساخنة و نظرات شهوانية و لقاء جنسي صريح - موقع مترجم
قصص جنس محارم | قصة نيك ابنتي الجميلة سلمى - موقع مترجم
سكس محارم مين يقدر على امى الجزء السابع | قصص سكس محارم - موقع مترجم
قصص نيك محارم مصرية – تضحية الام فاتن بكسها المشتاق مع ابنها - موقع مترجم
قصص نيك زنا محارم – زوج خالتي الهائج فتح كسي بمساعدة ماما - موقع مترجم
قصص جنسية 2018 – تحرر الازواج و تبادل الزوجات في احلى نيك رباعي - موقع مترجم